تردي المرافق سببه سوء الإدارة .. كما يرى محمد المطني

النهار

نقش- المشكلة ليست في العدان

محمد المطني

 

ما حدث في مستشفى العدان وشاهدناه بمواقع التواصل الاجتماعي من افتراش السيدات على الأرض انتظاراً لدورهن في مراجعاتهن الصحية في مشهد محزن لما آلت اليه الامور في هذه المرافق المهمة التي تعنى بصحة وحياة الأفراد ولعل ما لفت انتباهي ليس افتراش السيدات الأرض بل في العدد الكبير الذي ينتظر والذي يعطي اشارة غير قابلة للتبرير عن مدى مواءمة هذه المرافق لأعداد مرتاديها.

المشكلة الحقيقية ليست في عجز الموارد ولا في عدم وجود كراسي وأماكن انتظار تليق بمراجعي المرافق الصحية وليست بعدم تطوير هذه المرافق بل المشكلة الرئيسة بأن من يدير هذه المرافق وغيرها منفصل انفصالا تاما عن الواقع والأكيد أنه لا يستخدم هذه المرافق ولا يحصل على الخدمة منها بل من مكان آخر أو بطريقة أخرى، إضافة إلى ضعف الرقابة والشعور بالمسؤولية تجاه مرتادي هذه المرافق وهو امر تشترك به الصحة مع العديد من مرافق الدولة الاخرى.

هل سبب هذا التردي هو سوء الإدارة؟ بالتأكيد نعم ولكن سوء الإدارة هنا ناتج عن غياب المسؤولية عند من يدير وأقصد هنا الحكومة التي تتمتع بالصلاحيات ولا تتكلف المسؤولية ولا المحاسبة وهو أمر منشأه النظام السياسي والبيئة السياسية التي توفر صلاحيات دون مسؤوليات ولا مراقبة.

أغلب إن لم تكن كل المرافق الصحية الكبرى متهالكة وتعاني من ضغط الأعداد عليها والحل لن يكون بتوسعتها وتطويرها بل في بناء مرافق صحية جديدة تستوعب الاعداد وتحترم وجودها، وعموما لن تنفع مرافق ولا خدمات إذا كان من يقدمها ويشرف عليها يملك الصلاحيات ويرفض المحاسبة. تفاءلوا