عبدالعزيز الفيلكاوي يكتب: ترامب والكوريتين
زاوية الكتابكتب مايو 9, 2018, 10:17 ص 3287 مشاهدات 0
تصالح الكوريتين الشمالية والجنوبية قطع الطريق على إدارة ترامب فلم تعد كوريا الجنوبية تحتاج لشراء سلاحه بالمليارات فقد فهم الكوريون اللعبة وقاموا بالتفاهم فيما بينهم لإيقاف النزاع وتوقفت التجارب النووية الشمالية فأسقط بيده وحاول حفظ ماء وجهه بإرسال وزير خارجيته ليظهر أمام العالم أنه مشارك في هذا الاتفاق عندها قرر الإسراع من وتيرة خططه التي تتعلق بإستقرار الخليج العربي ، الخطط التي كان يعلن عنها أثناء حملته الإنتخابية فهي ليست بالجديدة .
إدارات الولايات المتحدة الأمريكية المتعاقبة خاضت العديد من النزاعات والحروب في الشرق الأوسط وفي الحروب تزداد وتيرة التسلح وتتحرك المصانع الحربية ، و قرار ترامب الأخير بشأن إلغاء الإتفاق النووي مع ايران يسير في إتجاه مواجهة جديدة ستكون أضرارها كبيرة .
كيف لنا أن نصدق نوايا الولايات المتحدة بأي عمل ضد إيران وهي التي لا تتفاعل ضدها في سوريا واليمن والعراق ولا تُحرك ساكناً بل تتوافق معها في كثير من الملفات في المنطقة وتلتقي مصالحهما معاً .
أما الذي يعتقد أن في ضرب إيران ومواجهتها عسكرياً فيه مصلحة للخليج فهو واهم بلا شك فليس من صالح منطقة الخليج العربي بكاملها وجميع أطرافها أي مواجهات عسكرية لأسباب عديدة أهمها :
1- الواقع الجغرافي فالكل متضرر ولا ننسى الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت ل8 سنوات وتسببت بأضرار عميقة في المنطقة .
2- الإستنزاف المتوقع لدول الخليج العربي بتلك المواجهة ، ولنا في عاصفة الحزم عبرة فقد طالت الحرب ولم تُحقق معظم أهدافها وخسائرنا فيها متواصلة إذا ما الجدوى بفتح جبهات جديدة .
3- الحرب تؤدى بالضرورة لسباق تسلح المستفيد منها شركات السلاح الأمريكية .
4- لايمكن إغفال المشهد السوري عن كل ما سبق فالتقسيم هدف واضح يتم الإعداد له و ضرب إيران يدخل ضمن السياق لإحداث توازن في رسم الخريطة الجديدة التي يجتمعون لتقاسمها مع ايران.
الإستراتيجية الأمريكية تقتضي إستمرار التواجد العسكري في منطقة الخليج ولا يكون ذلك دون وجود نزاعات كل فترة من الزمن .
الإدارة الأمريكية تلبس أكثر من قناع فهي أمام دول الخليج تلبس قناع الوقوف بوجه الأطماع الإيرانية وأمام العالم تلبس قناع مواجهة الإنتشار النووي .
وهذه التطورات تُفسر كل ما قيل عن التطبيع مع الصهاينة ، وهل من الممكن أن نقول أن الكوريين اكثرُ وعياً منا ونحن من ابتلع الطُعم !
بالرغم من التدخل الإيراني في عدة دول عربية بأشكاله المختلفة إلا أننا بإمكانا الوصول لإتفاق وتعايش يُجنب منطقتنا ويلات الحروب ، واتفاق نووي سلمي مُعلن مُراقب افضل من سري لا تُعرف نتائجه .
تعليقات