ناصر المطيري يكتب.. هند الصبيح والاستجوابات الأربعة

النهار

خارج التغطية- هند الصبيح والاستجوابات الأربعة

ناصر المطيري

 

لم يسجل التاريخ السياسي البرلماني في الكويت سابقة لوزير يواجه اربعة استجوابات في اقل من فصل تشريعي واحد الا للوزير السيدة هند الصبيح التي واجهت سهام المساءلة البرلمانية بمسؤولية وثقة بنفسها وبعملها فتجاوزت كل المحاولات النيابية لثنيها عن المضي في طريق الاصلاح وتطبيق القانون دون تمييز.

من المعلوم ان توجيه اي استجواب برلماني يشكل ضغطا سياسيا وفنيا على الوزير المستجوب بل على الحكومة مجتمعة احيانا لما يتطلبه من استعداد فني وتفنيد مقنع وتحرك سياسي،وهذا كله يتطلب جهدا مضاعفا واستثنائيا لايقدر على تحمله وحمله الكثير من الوزراء فما بالك بأربعة استجوابات تفصل بينها فترات زمنية قصيرة، لذلك هنا يجب ان نتوقف امام شخصية هند الصبيح ببعض علامات التعجب والاستفهام !

فبالنظر للمساءلات النيابية التي تعرضت لها الوزيرة الصبيح نجد ان القاسم المشترك بينها هو تمسك الوزيرة بتطبيق القانون دون محاباة سواء لأشخاص او جمعيات نفع عام او جمعيات تعاونية.

العبء الآخر الذي تحملت عنه هند الصبيح وزر المساءلة في الاستجوابات الأربعة هو الحرص الشديد على الحفاظ على المال العام ومحاربة العبث في تبديد اموال الدولة تحت غطاء مساعدات عامة او دعوم او غيرها، فهي لم تتأثر بأي ضغط شعبي او نيابي تحت شعارات انسانية على حساب امانة المسؤولية والاخلاص في اداء الحقوق لمستحقيها الفعليين.

وبوجه آخر لو تأملنا بموضوعية الاستجوابات الأربعة التي كان يراد منها النيل من الوزيرة نجد انها تحولت خلال المناقشات الى فرصة متجددة في كل مرة لعرض الانجازات ومدى ما حققته الوزيرة في الجانب الاصلاحي ومكافحة الفساد سواء في الوزارة او في هيئة القوى العاملة، بل ان بعض تلك الاستجوابات عرّت اهداف بعض المستجوبين الضيقة، فرمت الوزيرة بكرة المساءلة الى مرماهم ! وهنا تظهر المهارات المميزة لشخصية هند الصبيح في التحول بملعب المساءلة السياسية من الدفاع الى الهجوم بروح سياسية عالية وواثقة يحترمها حتى الخصوم.