وائل الحساوي: الجرائد تكرار ممل لنفس المعلومات والأخبار تكلف 7ملايين ونصف

نسمات / هل تكفي 8 صحف يومية؟! في السابق كنت مشتركاً في جريدتين يوميتين أقرأهما كل يوم بتمعن، وعندما أزور بيت والدي أقرأ عنده جريدتين اخريين، ثم ادخل على الإنترنت لأقرأ الجريدة الخامسة، اليوم وبعد صدور ثلاث صحف جديدة وإرسالها للقراء بالمجان أجد أن رغبتي في القراءة قد تقلصت كثيراً وأصبحت أقرأ العناوين في الصباح الباكر ثم أترك الصحف، وفي المساء قد أمر على بعض الصحف لقراءة مواضيع معينة أو مقالات. في اعتقادي أن كثيراً من الناس قد تحول لديهم نمط القراءة إلى مثل ما عندي، ولكم ان تسموا تلك الظاهرة بما تشاؤون: تشبع معرفي أو «إذا الشيء زاد عن حده، انقلب ضده». المنافسة بين الصحف مازالت غير واضحة لاسيما مع التوزيع المجاني، ولكن نتوقع ان تصل الصحف إلى سياسة كسر العظم من أجل إبراز كل صحيفة لنفسها واستقطاب شريحة كبيرة من القراء، بل والأهم لانتزاع شريحة المعلنين واستقطابهم لها. رجال الصحافة يشعرون بالسعادة لأنهم قد تحولوا إلى عملة نادرة وأصبح الجميع يحرص عليهم، وازدادت رواتبهم، وكذلك المطابع التجارية وتجار الورق والمكتبات كلها قد ازداد الاقبال عليها، ولكن يبقى السؤال الملح هو: هل ارتفع مستوى الصناعة الإعلامية في البلد من ناحية الحرفية والاتقان واشباع رغبة القارئ في الحصول على المعلومات والتحليلات المفيدة أم أن المحصلة النهائية هي تكرار ممل لنفس المعلومات والأخبار مع قليل من البهارات الإعلامية والإثارة اللفظية والصورية؟! وأنا أترك الإجابة عن هذا السؤال للمتخصصين في مجال الإعلام والدراسات المقارنة، ولكن في رأيي المتواضع فإن أرباب الصحف قد اصبحوا أكثر إدراكاً لحجم المنافسة بينهم وصعوبة البقاء على السطح دون تطوير حقيقي لقدراتهم وامكاناتهم، كما ان القراء قد اصبحوا أكثر تدللاً في طلباتهم ورغباتهم، ولا شك ان سياسة السوق والتنافس الحر مفيدة للجميع ولكن بشرط عدم اللجوء إلى الإثارة الجنسية أو اللفظية المبالغ فيها أو نشر الفضائح وشتم الآخرين. وفي التحقيق الذي أجرته جريدة «القبس» مع رؤساء تحرير الصحف اليومية في 28/7/2007 بينوا بأن متوسط خسارة جردية جديدة يبلغ أكثر من 7.5 مليون دينار في ثلاث سنوات، وأن كثيراً من أصحاب الصحف لا يعبأ بالربح لأن مشروعه سياسي، وأن المعلنين لا يهمهم إلا انتشار الجريدة، وأن شركات الإعلان مازالت محجمة عن الإعلان في الصحف الجديدة مع ان حجم الإعلانات في السوق الكويتية يبلغ (110) ملايين دينار. نصيحتي لجميع أرباب الصحف القديمة والجديدة هي التجديد في تأسيس مراكز للأبحاث في صحفهم، والإكثار من الاستبيانات والاحصاءات، والنزول إلى الشارع ومحاورة الناس وتلمس همومهم، وفتح الباب للقراء لطرح مشاكلهم وعرض قضاياهم. نتمنى النجاح لجميع صحفنا وتطوير الفكر والوعي في بلادنا. نعم... لمواجهة «البويات» حسناً فعلت رئيسة اللجنة العليا للأم المثالية للأسرة المتميزة الشيخة «فريحة الأحمد» بتحذيرها من انتشار ظاهرة «البويات» في المجتمع والتي دخلت إلى الأماكن الترفيهية وعلى مرأى ومسمع من بنات الأسر والأمهات، فالحرية الشخصية تنتهي عند التعرض لحرية الآخرين، وشددت على عدم التهاون في تطبيق العقوبات على من تسيء لنفسها أو إلى مجتمعها، كما حذرت الشيخة فريحة من خطورة الانترنت على الفتيات المراهقات ووجوب مراقبتهن، ونحن نشد على يد الشيخة فريحة في دعوتها لحملات التوعية بين الأسر للتحذير من ظاهرة البويات، فإن من أسس تنشئة الأم المثالية والأسرة المثالية هي حماية تلك الأسر والأمهات مما يخدش الحياء والدين.