#جريدة_الآن داهم القحطاني: البوق و«البواقين»

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 570 مشاهدات 0


القبس

اليوم سنبحر في جولة موسيقية للتعرف على آلة البُوق الموسيقية. هذه الآلة لا غنى عنها لأي قائد، فهو يحتاجها لتنظيم العزف في حال خرج العازفين أو بعضهم عن حدود المقطوعة الموسيقية، أو في حال أصدرت الجموع الحاضرة أصواتاً غير التصفيق، فصوت البُوق الغليظ المجلجل يخرس عادة هذه الجموع أو يغطي على أصواتها ليقوم القائد بتحريك الفرقة كما يشاء.

 البُوقْ مهم جداً للفرق العسكرية، فمن دونه يصعب استدعاء العسكر للنفير العام، وصوته الغليظ المجلجل يخلق روحاً معنوية مؤقتة، ويشعل كذلك حماس العسكر ويجعل العاطفة تحكمهم فيترسخ الولاء الأعمى للقادة. 

لكن المستمعين عادة لا يعتبرون البُوق آلة محببة إلا إذا كانوا مستمعين «بواقين» بطبعهم. أما الذين يبحثون عن موسيقى تلامس الروح ولا تزعج السمع كما عزف آلة القانون، فحتماً يشكل البُوق لهم إزعاجاً كبيراً، فصوته الضخم المجلجل لن يتيح لهؤلاء أو لغيرهم فرصة الاستماع إلى القانون. 

البُوق آلة غير مشهورة في الكويت، لكنك لن تفتقد صوتها أبداً، فهناك ثمة أصوات تشابهها في النبرة وستجدها في المحطات الفضائية وفي مقاطع شبكات التواصل الاجتماعي. أصوات عالية ومزعجة لا تكاد تفهم منها شيئاً، ولا تجد فيها أي متعة، وحديثها يتكرر كما لو كانت أصوات آلات.. تماما كآلة البُوق. وقد قيل تهكماً: البوق يبي بُوق.

تعليقات

اكتب تعليقك