ريم الميع تكتب عن المدير الفاشينستا

زاوية الكتاب

كتب ريم الميع 1488 مشاهدات 0


نجح في أن يصبح مديراً لكنه فشل في أن يكون فاشنيستا، فصار هذا اللقب بمثابة الشتيمة له، لأنه يذكره بفشله.

يعتقدون أن الفاشنيستا مهنة من لا مهنة له، وهي أصعب كل المهن لأنها تتطلب مقومات أو لنقل مواهب، وأحياناً إبداعات لا يمتلكها الذين يمتلكون الواسطة، يقفزون من أدنى الدرجات الوظيفية إلى أعلاها أو يهبطون بالباراشوت ثم يستكثرون أن ينظر الناس إلى الأسفل وهم فوق، لأنهم حين كانوا أسفل السافلين لم يعبرهم أحد!

حتى الفاشنيستا لم يعبرها أحد قبل أن تصبح فاشنيستا، اضطهدت، انتقص منها، حتى انتفضت، فأثبتت أنها أكبر من النظرة الدونية التي نظر إليها بها، فأثرت، وفرضت تأثيرها على كل الذين لم يعبروها حين عبرت إلى الضفة الأخرى من الشهرة فعملوا لها ألف حساب.

حكاية الفاشنيستا والموظفين تشبه حكاية الدجاجة والبيضة، يحاربونها ثم يتابعونها، وبمتابعتهم يُنجحونها، هل نجحت بسبب فشلهم؟ أم فشلوا بسبب نجاحهم؟

لا أحد يملك الإجابة لكن الجواب الوافي والشافي لجميع خيبات المجتمع أن الكويتيين فشلوا كمجموعات، ونجحوا بل وأبدعوا كأفراد، العمل الفردي يطلق مواهبهم فيتميزون به، أما العمل الجماعي فيفرقهم بخلاف أبدي وأزلي: من يرأس من؟ تحت شعار: كل كويتي مدير!


الفاشنيستا مدير لكن المدير لا يستطيع أن يصبح فاشنيستا مهما «تفشستن»!
أيهما أصعب؟ لا أحد يعلم!


يهدر الموظفون يومهم بالبصمة وأيامهم في دورات تدريبية يحصدون منها شهادات، يجمعونها طمعاً في ترقية هنا وتقييم عال هناك، والفاشنيستا «مش محتاجة شهادات... محتاجة ليونة» في الانتشار الذي يرفع تقييمها فوراً من دون بصمة، فهي البصمة التي تتحكم في أشكال الموظفين وإطلالتهم وتستحوذ على رواتبهم فينتقدونها وهم يقلدونها!

في مجتمع يعتقد أن «البصمة» ستحل كل مشاكل العالم، تجد أن «الفاشنيستا» وتأثيرها هي أم المشاكل التي يحشدون جهود كل أصحاب الاختصاص لحلها، وهم يحتاجونها بصورة أو بأخرى!

كان جميع ما سبق أعلاه محاولة للإجابة عن تساؤل الزميل محمد العطوان في مقال سابق: لماذا نجحت الفاشنيستا وفشل الموظفون؟


والجواب عندي يتضامن مع جوابه: لا أدري... أنتم أبخص!

تعليقات

اكتب تعليقك