‫زايد الزيد: الكويت بحاجة إلى بناء قوة عسكرية جادة، وتطوير جيشها تطويراً حقيقياً وتطوير «نوعية التسليح» لا الغرق في صفقات أسلحة تشوبها عمولات غامضة كما حدث في الصفقات العسكرية الأخيرة ‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 733 مشاهدات 0


أكدنا أكثر من مرة أن حادثة مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني سليماني تُمثل نقطة تحول في المنطقة، توازي نقطة التحول التي حدثت في الثورة الإيرانية عام 1979، والحرب العراقية الإيرانية، وغزو العراق للكويت عام 1990 وما تلاها، وذلك لأن أوراق كل قوة إقليمية باتت «على المكشوف» كما نقول في لهجتنا المحلية.
وأصبحت الدول الصغيرة جغرافياً، وقليلة العدد سكانياً مثل الكويت، في وجه مدفع الصراع الكبير بين القوى الإقليمية والدولية، ونعني بها إيران والولايات المتحدة الأميركية التي تحتفظ بوجود عسكري كبير في منطقة الخليج العربي.
لكن هذا الوجود العسكري للولايات المتحدة مصيره للزوال، فإيران، كدولة وشعب، موجودة منذ آلاف السنين، وستبقى إلى ماشاء الله، لأن الجغرافيا لا يمكن تغييرها ! أما الولايات المتحدة الأميركية فإن هناك يوماً سيأتي وتنسحب من هذه المنطقة إما لانتفاء أهميتها أو لارتفاع كلفة وجودها السياسي والاقتصادي الكبير فيها (كما حدث عندما انسحبت بريطانيا من مستعمراتها حول العالم)، أو بسبب ضعفها العسكري (وهو أمر لا بد أن يأتي في يوم من الأيام طال أو قصر) .
والسؤال هو ماذا أعددنا كدولة للأخطار الإقليمية والمطامع الناتجة عن انسحاب أهم حليف لنا؟ إن التصور المنطقي والطبيعي هو الاتحاد بين الدول الخليجية لمواجهة هذه الأخطار، لكن الظرف السياسي الحالي يمنع من الاتحاد، فما هي الخطة البديلة لدينا في الكويت؟ إن الجواب الذي يعرفه الكبير قبل الصغير هو «لا شيء».
إن الكويت بحاجة إلى بناء قوة عسكرية جادة، وتطوير جيشها تطويراً حقيقياً، وتطوير «نوعية التسليح»، لا الغرق في صفقات أسلحة تشوبها عمولات غامضة كما حدث في الصفقات العسكرية الأخيرة التي أثبتت الجهات الرقابية الرسمية وجود شبهات حولها.
ويمكن بناء هذه القوة العسكرية عبر إعادة تأهيل الجنود وتدريبهم تدريبات حرفية عالية، وتبني تكتيكات عسكرية تقوم على الحروب الدفاعية.
هذه القوة العسكرية المفترض بناؤها لا تطمح إلى احتلال الدول أو لعب مساحات أكبر، فنحن نؤمن بواقعية كوننا دولة صغيرة جغرافياً وسكانيا، لكنها على الأقل يمكن أن تجعل القوى التي تنوي الإضرار بنا أو «قضمنا» جغرافياً تفكر ألف مرة قبل الاقتراب على فعلة كهذه، وهو أمر ممكن بحسب الخبراء العسكريين، إذ أفاد تقرير لجنة تقصي الحقائق التي شُكلت بعد الغزو العراقي أن الجيش الكويتي لو كان مدرباً ومنظماً سيستطيع تأخير الغزاة لعدة أيام قبل أن يتدخل المجتمع الدولي ويوقف العبث والجنون العراقي الذي قام به صدام حسين، ما يعني تقليل كلفة الحرب على الجميع آنذاك.

تعليقات

اكتب تعليقك