‫د.خالد أحمد الصالح: كورونا أظهر لنا أهم عيب في مجتمعنا كثرة الكلام وقلة العمل جيوش من عاشقي الإفتاء في مواقع التواصل لهم تعليقات على كل شيء دون علم ولا خبرة‬

زاوية الكتاب

كتب د. خالد أحمد الصالح 560 مشاهدات 0



ما يجيبها إلا كورونا، يبدو أن هذا الفيروس المتناهي في الصغر سيفعل ما لم تفعله الأوائل.
الكل يتكلم عن خطر الفيروس، نحن نتكلم عن الجانب الآخر، لا يوجد في الدنيا شر مطلق، حتى منبع الشر (الشيطان) يَصدُق أحياناً.
للمرة الاولى تتقابل الأسرة كاملة في الأيام العادية، تتناقص زيارات اللهو المسماة (الدواوين) ويتعرف الأب أكثر على أسرته، المجموعات النسائية أيضا تنحسر عن طاولات المطاعم والمقاهي وتبدأ السيدات في الاهتمام بزينة بيتها.
الأطفال اليوم يشاهدون رأسين بدل واحد ويتناقص دور الخادمة، يستمع الأب إلى أبنائه وتفهمهم الأم أكثر، الملل من الوضع خارج البيت تحول الى نشاط داخل البيت.
اليوم تحولت منازلنا إلى مدرسة، هي أكثر فائدة من مدارس التربية إذا أُحسن استغلالها، فالتربية بالأساس هي مسؤولية البيت، اليوم تعود تلك المهمة، مهمة التربية، لأصحابها الأصليين الأم والأب.
«كورونا» له أيضا فائدة في مجالات أخرى، من أهمها، الاقتصاد، فرغم أن المنظمات الاقتصادية الدولية تحذر من أزمات، وقامت البنوك الدولية بإجراءات تعكس القلق الدولي من تباطؤ الاقتصاد العالمي، رغم هذه التخوفات التي يشيعها أصحاب المصلحة إلا أن هناك نواحي إيجابية، أهمها ضعف الاحتكار وإعادة بعض النفوذ للطبقة المتوسطة بعد أن كاد دورها الاقتصادي يختفى لصالح كبار المحتكرين، ربما ينعكس هذا على أسعار العقار في الكويت ويعيد له التوازن إذا استفادت الطبقة المتوسطة من «كورونا» وامتنعت عن شراء العقار، عندها ستتفكك القبضة الحديدية للمحتكرين بسبب آثار «كورونا» على الاقتصاد.
«كورونا» أيضا أظهر لنا أهم عيب في مجتمعنا، كثرة الكلام وقلة العمل، جيوش من عاشقي الإفتاء في مواقع التواصل لهم تعليقات على كل شيء دون علم ولا خبرة، مرض اجتماعي كنا نعرفه لكن «كورونا» كشف مقدار خطورته وربما لاحقاً يضع القادة الاجتماعيون حلولاً لهذا الداء الخطير الذي يشكل خطراً على كل أهداف التنمية.
اليوم الأسر تأكل في بيوتها تتعارف على بعضها، وربما غداً تستطيع الأسر أن تمتلك منزلها، فلنجعل شعارنا في هذا الخطر (لعله خير).

تعليقات

اكتب تعليقك