‫داهم القحطاني: لم يعد هناك مناص من فرض تطبيق حظر التجول الكامل لمنع «الموت المتنقل» المتمثل في الأشخاص الذين يفرض القانون عليهم الحجر المنزلي الإجباري ولا يلتزمون بذلك‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 458 مشاهدات 0


في كارثة وباء كورونا بدأت الحكومة بداية متعثرة بتأخرها في إغلاق مطار الكويت ومنع دخول مواطني الدول الأخرى للبلاد، لتقليل عدد حالات الإصابة بهذا الفيروس العابر للحدود. 

لكن بعد ذلك تألقت الحكومة الكويتية في اتخاذ الإجراءات الفعالة التي سبقت فيها دول العالم العربي، ومنها إغلاق المطار ومنع دخول مواطني الدول الأخرى ووقف صلاة الجمعة وصلوات الجماعة في المساجد، وإغلاق مراكز التسوق والأسواق العامة وصالونات الحلاقة ومراكز ألعاب الأطفال، ومنع التجمع في الشواطئ وإغلاق الحدائق العامة، والإبقاء فقط على الجمعيات التعاونية ومراكز تسوق المواد الغذائية.

 مثل هذه القرارات لم تكن تمر بسهولة وقبول شعبي لولا أسلوب التدرج الذي اتبعته الحكومة، ولولا اشتداد الأزمة في العالم وتحول الأزمة إلى مرحلة الوباء.

 وساعد الحكومة في حسم مواجهة الأزمة عدم تصدي مجلس الأمة للإجراءات الحكومية كما هي العادة، لاستشعار النواب أن الوقت ليس للصراع وحشد الأصوات الانتخابية، فالشارع الكويتي أرسل رسالة للجميع، مفادها أن لا صوت يعلو على صوت التصدي لوباء كورونا، وضرورة ترك الأجهزة الحكومية تعمل من دون تشتيت.

 الكويت فعلياً دخلت مرحلة حظر منع التجول عبر إغلاق معظم الأماكن العامة التي يتجمع فيها الناس، ولم يتبق سوى إعلان حالة حظر التجول فعلياً، وهو ما سيتم بالفعل إن تزايدت حالات الاصابة بفيروس كورونا. 

الكويت في مواجهة الوباء كان لديها مثالان، الصين وإيطاليا، فالصين واجهت وباء كورونا بقوة، حين أدركت أن تبسيط الموضوع فاقم عدد الإصابات، وفرضت حظر التجول لمنع انتقال العدوى، وهو الأسلوب الذي ثبتت جدواه الآن، بعد أن تم الإعلان على السيطرة على تفشي الفيروس في مدن عديدة، ومنها ووهان، المدينة التي نشأ فيها فيروس كورونا المستجد. أما إيطاليا، التي يفتك فيروس كورونا في مواطنيها الآن، فقد اتبعت أسلوب اللامبالاة إلى أن تحولت إلى بؤرة لفيروس كورونا، مما اضطر الحكومة إلى فرض حظر تجول كامل يستهدف 60 مليون إيطالي. 

لن نبكي على اللبن المسكوب كما يقال، وسندعو إلى دعم الجهود الحكومية والشعبية إلى أبعد مدى. 

لكن في بلد صغير كالكويت، يشكل فيه الشباب النسبة الأعلى من السكان، وتشكل العمالة الوافدة 70 في المئة منه، لم يعد هناك مناص من فرض تطبيق حظر التجول الكامل لمنع «الموت المتنقل» المتمثل في الأشخاص الذين يفرض القانون عليهم الحجر المنزلي الإجباري، ولا يلتزمون بذلك، كما حصل في حالة المقيم المصري العائد من أذربيجان المصاب بفيروس كورونا - شافاه الله - الذي نقل لوحده العدوى الى نحو 14 شخصاً من جنسيات متعددة حين زاول العمل، وكما في حالة المواطنين الثلاثة الذين عادوا من بريطانيا ولم يلتزموا بالحجر، وتسببوا بنقل العدوى الى ثلاثة أشخاص أبرياء وفق ما أعلنته وزارة الصحة في مؤتمرها الصحافي. 

لا تتأخروا في القرار ففيروس كورونا أسرع.

تعليقات

اكتب تعليقك