أ.د. سهام الفريح: حقوق الطفل في العالم و الدول العربية لا تزال تنتهك رغم وجود «الاتفاقيات الدولية» التي تحفظ حقوقه منذ أكثر من ربع قرن !

زاوية الكتاب

كتب سهام الفريح 587 مشاهدات 0


أقرت الأمم المتحدة في 20 نوفمبر 1989 بأن يكون يوماً عالمياً للطفل، ودعاها هذا الأمر بأن تضع منظومة من الحقوق الخاصة بالطفل، أطلقت عليها (الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل) وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز التنفيذ في 2 سبتمبر 1990، وقد صدقت الكويت على هذه الاتفاقية عام 1991، ولم تحتفظ إلا على بندٍ واحد وهو (منح الأم جنسيتها لأبنائها) وذلك لأنها اعتبرت منح الجنسية قرار سيادي، وللعلم فان كثيراً من الدول ومنها بعض الدول العربية تحفظت على هذا البند. واليوم وبعد مرور ما يزيد على الربع قرن، لا يزال الطفل في العالم والطفل العربي خاصة تنتهك حقوقه، كالذي حصل في سورية والعراق وليبيا واليمن، والطفل الفلسطيني سبقهم في انتهاك حقوقه قبل (60) عاماً. فهؤلاء الأطفال العرب لم يحرموا من حقوقهم الاساسية، كالرعاية الصحية والغذائية وحق التعليم فحسب، بل إنهم واقعون تحت طائلة القصف المستمر بأنواع من الأسلحة الفتاكة، فهذا الواقع المرير الذي يعيشه هؤلاء الأطفال في بعض أقطارنا العربية، يدفع بنا إلى التساؤل: أين هذه المنظمات العالمية؟ وهي التي أوجدت هذه الاتفاقية. وما فائدة بنودها؟ هي فقط حبر على ورق؟، وهي تتغافل عن الواقع الذي يعيش الكثير بل الملايين من الأطفال في العالم والطفل العربي في أوطانه التي زرع فيها الدمار والخراب، أي مستقبل ينتظره هؤلاء الأطفال؟ وما هي الأحلام والأمنيات التي تختزنها ذاكرتهم الغضة البريئة؟

أما عن الطفل في الكويت، وإن كان يعيش في بحبوحة من الأمن والسلام، لكن لا ندري ما تضمره لنا الأيام القادمة، ولا تزال أحوال الطفل في كويتنا بحاجة الى المزيد من المراقبة والرصد لحمايته من أن يتعرض لأي لون من ألوان الأذى أو العنف والذي قد يصادفه في داخل أسرته، أو مدرسته، أو في المجتمع التي يحيط به، لذا زرعوا الجميع كل في مجاله أن يهتم بقضية حماية الطفل ويأخذها بشيء من الجدية والاهتمام. أما ونحن نعيش كباراً وصغاراً منذ ما يقارب السنة تحت طائلة هذا الوباء وتداعياته الوخيمة، علينا كأفراد وجماعات ومنظمات مدنية، أن نعمل جاهدين مع المؤسسات الحكومية في التصدي لهذا الوباء، ولمعالجة تداعياته على الجميع، وعلى الطفل بشكل خاص، بعد أن حرمته هذه الجائحة من حقوق كثيرة واجبة كحق التعليم وحق اللعب والترفيه وحق التواصل مع الأقران، وحقه في أن يعيش حياة طبيعية لا قيود فيها. وأختم حديثي بقول شاعر العربية الأول المتنبي:
عيدٌ بأي حالٍ عُدتَ يا عيدُ
بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديدُ

تعليقات

اكتب تعليقك