علي البغلي: أعداء المرأة في البداية.. يستجدون صوتها بالنهاية

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 452 مشاهدات 0


في أوائل القرن الواحد والعشرين دعيت مع عدد من الناشطين في حقوق الإنسان إلى قصر بيان العامر، لمقابلة المغفور له الشيخ جابر الأحمد، ووصل الشيخ جابر إلى قاعة حفل الاستقبال ليذهب المدعوون واحداً بعد الاخر للسلام عليه وشكره لدعوته الكريمة.. 

ولما وصل دوري في السلام توقفت لمدة قصيرة لأتبادل حديثاً ضاحكاً مع المغفور له الشيخ جابر.. ولما انتهى الاستقبال الكريم جاءني عدد من زملائي المدعوين ممن زادت عندهم جرعة الفضول يسألونني ما الحديث الضاحك الذي تبادلته مع الأمير الشيخ جابر؟! فقلت لهم إني سألته ضاحكاً: ماذا تركت لنا يا طويل العمر بعد مناداتك لإعطاء المرأة حقوقها السياسية بعضوية مجلس الأمة وعضوية الوزارة؟ فضحك سائلاً إياي: وهل تسبب ذلك الطرح في زعلك؟ فأجبته: لا.. بالعكس، ولكنك لم تترك لنا هذا الموضوع (إعطاء المرأة حقوقها) لنثيره في طروحتنا المقبلة عندما نرشح أنفسنا لانتخابات مجلس الأمة المقبل. 

*** 

تذكرت تلك القصة الضاحكة عندما بثت وسائل التواصل الاجتماعي جلسة التصويت على إعطاء المرأة حقوقها السياسية ومساواتها بالرجال، عندما كان المغفور له الشيخ صباح الأحمد يتولى فيها رئاسة مجلس الوزراء، وكانت الجلسة يرأسها المرحوم جاسم الخرافي، وانتهت بالتصويت على تعديل القانون، وحازت المرأة حقوقها السياسية منذ ذلك اليوم في الوزارة، حيث عينت زميلتنا الفاضلة معصومة المبارك كأول وزيرة، تلاها انتخاب سيدات فاضلات كعضوات في مجالس أمتنا.

ما حز في نفسي.. النقاش الذي دار والتشنج الذي رأيناه صوتاً وصورة من بعض اشقائنا النواب، حيث استماتوا بالصراخ و«الزعيق» ومحاولة تخريب أو تعطيل الجلسة، حتى لا يمرر ذلك القانون المكمل لديموقراطيتنا المخجلة، وما صدمني أن ممثلي الحكومة ونوابا آخرين صوتوا جميعا مع ذلك القانون مع استثناء واحد لنائب احدى كبرى المناطق اقتناعاً بذلك التعديل.. وقد صوت ذلك النائب بالصوت النشاز ضد القانون لإرضاء بعض القوى الأصولية المتشددة التي «بلتنا به»! 

*** 

أكتب هذا المقال لاخواتي وشقيقاتي الفاضلات من نسائنا الاكارم، راجياً إياهن أن يتذكرن أصحاب الأصوات النشاز التي عارضت إعطاءهن حقوقهن السياسية، رادات لهم الصاع صاعين بعدم إعطائهن اصواتهن الانتخابية و«البادي أظلم».. فلا يجوز أن أستمتع بكل تلك المميزات النيابية الباذخة، والتي حزتها بفضل أصوات من وقفت ضد اعطائها حقوقها.. فيجب على شقيقتنا المرأة «رد الصاع صاعين» لمن وقف ضد نيلها حقوقها، ليستجدي الآن صوتها.

ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك