شملان العيسى يكتب عن انتقال الاتصالات والمخازن إلى خارج الكويت

زاوية الكتاب

كتب 575 مشاهدات 0


معاداة القطاع الخاص كتب:د.شملان يوسف العيسى جاء قرار شركة الاتصالات المتنقلة وشركة المخازن العمومية (اجيليتي) بالانتقال الى بلدان اخرى منها البحرين والامارات وامستردام صدمة لكل المخلصين لهذا البلد التي تحول في السنوات الاخيرة الى دولة موظفين تحارب كل المحاولات التي يبذلها القطاع الخاص بتخفيف هيمنة الدولة على الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل. تاريخيا عندما كان الشعب الكويتي مجتمعا منتجا ويدفع تجاره الضرائب حرص امير البلاد المغفور له الشيخ مبارك الصباح على علاقة طيبة مع تجار الكويت، وعندما قرر البعض منهم الهجرة الى البحرين قام بارضائهم للعمل في بلدهم.. اليوم بعد اكتشاف النفط وتحول معظم المواطنين إلى موظفين في الحكومة.. غير منتجين ولا مبدعين ويفتقرون للمبادرات الفردية لم تعد الحكومة تهتم بالقطاع الخاص لأن دخلها من النفط يغنيها عن التجار ولا المطالبات المتعددة من غرفة التجارة والفعاليات الاقتصادية بانتشال البلد مما هي فيه.. لذلك هجرة رؤوس الاموال الكويتية للخارج في الوقت الذي تدعو فيه الحكومة المستثمرين الاجانب بالاستثمار في الكويت بعد قرار اكبر شركتين في السوق بترك الكويت هل هنالك امكانية ان تتراجع الحكومة عن سياستها السابقة؟ من الصعب على الحكومة اتخاذ قرارات حاسمة وجذرية لتغير مسيرة الاقتصاد. لا نتوقع ان يحدث أي تغير في السياسات الحكومية لأن الاسباب التي ادت الى تردي الامور لا تزال موجودة وهي معروفة للجميع بما فيها الحكومة، وهي باختصار شديد سوء الادارة الحكومية وتعسف ومزاجية الجهات الحكومية في اتخاذ القرارات وتفشي الفساد وعدم احترام القانون.. كلها امور متعلقة بالقطاع الحكومي. من المستغرب حقا ان تتكرر المطالبات من الفعاليات التجارية والاقتصادية الداعية للتدخل الحكومي لمنع انتقال الشركات الكويتية للخارج، الحكومة غير قادرة على اصلاح نفسها ففاقد الشيء لا يعطيه.. كل التصريحات الحكومية بتحويل الكويت الى مركز مالي ما هي الا تمنيات لاناس يحلمون بعودة الكويت الى سابق عهدها سباقة ورائدة في كل المجالات في الخليج.. التخبطات الحكومية في مجال الاقتصاد تجد الدعم لها لدى بعض اعضاء مجلس الامة وقطاع لا بأس به من المواطنين الذين ينظرون للقطاع الخاص نظرة دونية ويتهمون التجار بالجشع والاستغلال ومص دماء الشعب هذه الشعارات الاشتراكية القديمة يرددها احزاب الاسلام السياسي اليوم. بعد هجرة الاموال والشركات نشهد هذه الايام هجرة العقول الاقتصادية الشابة للعمل في الغرب وبعض دول الخليج لأن اهتمامات الحكومة هذه الايام ليس نحو الاقتصاد والتجارة بل محاربة الظواهر السلبية وهي الجنوس والبويات اذا كانت هذه اولويات الحكومة فإين الاصلاح؟
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك