عبدالعزيز الفضلي: لا تعتادوا المشهد!

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 990 مشاهدات 0


عندما انطلقت معركة طوفان الأقصى تفاعل معها معظم الشعوب العربية والإسلامية، فأيّدوها وفرحوا بها.

وعندما شنت دولة الاحتلال عدوانها الهمجي على غزة انتقاماً من الهزيمة والفضيحة التي لحقت بها بعد 7 أكتوبر، ازداد تضامن الشعوب مع أهل غزة، خصوصاً بعد مشاهدة المجازر التي ارتكبها الكيان الصهيوني والتي صُنفت كإبادة جماعية.

شارك الناس في المظاهرات والمسيرات والوقفات التضامنية، وتبرّعوا للحملات الإغاثية، وقاطعوا الشركات والمطاعم والمقاهي الداعمة للكيان، ورفع أئمة المساجد أكف الضراعة في القنوت، وشارك الملايين بالتعليقات وإعلان الدعم عبر وسائل التواصل.

إلا أننا بدأنا نشاهد شيئاً من الفتور لدى البعض خصوصاً بعد مرور أكثر من أربعة شهور على بدء المعركة!

فقد توقف بعض أئمة المساجد عن القنوت في صلاة الجماعة، وكأن المجازر توقفت!

وبدأنا نشاهد عودة البعض إلى الشراء من المطاعم والمقاهي الداعمة للكيان، وتناسوا بأن بأموالهم يُقتل إخوانهم!

وتوقف البعض الآخر عن المساهمة في حملات التبرع، فهل أثرت فيكم حملات التشكيك؟!

والبعض بدأ يشارك في الحفلات العلنية، فأين المروءة؟!

والبعض الآخر لم يعد حتى يتابع أخبار أهل غزة، أو آخر تداعيات العدوان الصهيوني عليها، فهل تناسيتم إخوتكم؟!

أيها الكرام، لا تعتادوا مشاهد الأشلاء، ولا تتوقفوا عن الدعم والدعاء.

فأمل أهل غزة فيكم كبير، فشعورهم بأن الأمة تقف معهم، وبأنهم ليسوا وحدهم، هو من أقوى عوامل صبرهم وثباتهم.

وما دام جرح الأمة ينزف، فمن واجب الأمة أن تستمر في التداعي لهذا الجرح بالسهر والحمى.

السادة القراء: إنما النصر صبر ساعة، فإن كان أهلنا وإخواننا في غزة مستمرين في الثبات والصمود والقتال والمقاومة، فمن واجبنا الاستمرار في الدعم والتأييد إلى أن يأتي النصر والفرَج من الله تعالى، ونسأل الله عز وجل أن يكون قريباً.

ولرُبّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى

ذرعاً وعند الله منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها

فُرِجت وكنتُ أظنها لا تُفرج

تعليقات

اكتب تعليقك