فؤاد الهاشم يسبب الهجمة الإعلامية المصرية على الكويت بعصا موسى للتغطية على شائعة مرض الرئيس

زاوية الكتاب

كتب 823 مشاهدات 0


أفاعي الإعلام و.. عصا موسى!! .. في احد افلام الفنان الراحل »احمد زكي« وعنوانه ـ على ما اذكر »الطريد« ـ أو المطارد ـ ويؤدي فيه دور احد الاشقياء الهاربين من وجه العدالة، يحدث ان يتمكن ضابط امن من نفس القرية التي ينتمي اليها الهارب في الصعيد من القبض عليه ثم حبسه في زنزانة المركز، لكن ضابطا آخر ـ اعلى منه رتبة ـ يأمره بأن يضعه في غرفة اخرى لها شباك »مخلوع« على الشارع حتى يستطيع الهرب، فلما استغرب الضابط »الصعيدي« من ذلك وطلب تفسيرا من الثاني قال له هذا الاخير ان الصحافة والناس في الشارع اخذوا يتحدثون ـ بكثرة ـ عن فساد الحكومة والغلاء وتقصيرها في توفير المواد الغذائية.. الى اخره، وبأن الحل الوحيد لاشغال الناس وتوجيه اهتماماتهم الى امر آخر هو في.. »عصا موسى« مفسرا ذلك بقوله.. »ان هروب هذا الشقي سيكون عصا موسى التي ستلتهم كل عصي السحرة الصغيرة التي يتهامس بحكاياتها الناس ويزعجون الحكومة، لذلك، سوف نشغل الصحافة ونشغلهم بقضية هروب هذا.. المجرم!! اذا ما قلبنا الفيلم على واقع الحال في الاعلام المصري نجد ان حكاية »عصا موسى« قد ابتدأت عقب هزيمة 1967، وحتى يمتص النظام هذا الغضب ثم يجعل الناس ينشغلون بأمر آخر، اعلن »انيس منصور« ـ وعلى مدى عدة ايام في عموده الصحافي ـ ان.. »السيدة مريم العذراء قد ظهرت فوق صليب كنيسة العباسية وبأنها تذرف دموعا من.. الدم«!! زحفت الملايين ـ من اهل الاسلام والمسيحية ـ الى منطقة »العباسية« لرؤية »العذراء« وباتوا على الارصفة المحيطة واسطح البنايات لأيام وليال حتى يروا دموعها، وتركتهم السلطة على حالهم علما بأن تجمع ثلاثة اشخاص ـ وقتها ـ في مكان عام وواحد كان يؤدي بهم الى.. السجن الحربي، بل وسمحت لباعة »السميط والذرة المشوية واللب والكازوزة بالاسترزاق من هذه.. الحشود« و.. »سيبونا بقى من الهزيمة والنكسة والوكسة وخليكو في دموع العذراء.. احسن«!! وحين وصل الرئيس السادات الى مرحلة نصب الخيمة رقم »101« ليبدأ اول عملية تفاوض مباشرة بين ضباط مصريين واسرائيليين عقب حرب اكتوبر عام 1973 »اخذ الشارع المصري يغلي« مثلما »غلى في عام 1967«، لكن »عصا موسى« تدخلت ـ للمرة الثانية ـ ولكن بصورة اخرى لم يكن »انيس منصور« سببا.. فيها!! لقد اعلنت السلطات القبض على الممثلة الراحلة »ميمي شكيب« بتهمة »تسهيل دعارة الفنانات« وسيق معها فنانات يعرفهن الجمهور جيدا، كان منهن.. »ميمي جمال« و»عزيزة راشد« و»زيزي مصطفى« ـ الممثلة وليست الراقصة ـ وابتدأت الصحف »القومية« تفرد مساحات ضخمة على صدر صفحاتها الاولى والداخلية والاخيرة لهذه القضية مصحوبة بصورهن وهن ينزلن من سيارة السجن، وصورهن وهن داخل القفص، وصورهن وهن يغادرن قاعة المحكمة، وصورهن وهن يدخلن الى بوابة السجن.. وهكذا!! استمرت الحملة الاعلامية اسابيع وشهورا حتى نسى الشعب المصري »خيمة السادات رقم 101«، ولم يعد يتذكر الا »ميمي شكيب و.. بناتها«!! الحملة الاعلامية الاخيرة التي قامت بها الصحف القومية المصرية ضد الكويت ليست من اجل اثنين من المصريين تعرضا للضرب في مركز شرطة كويتي، لأن النائب المصري »طه حزين« تقدم بأدلة الى مجلس الشعب تبين ان »الدرس الاول للطلبة الضابط في كلية الشرطة هي كيفية.. التعامل بقسوة مع ابناء الشعب المصري وضربه.. بالجزمة على دماغه«، وقد بث هذا التقرير الزميل »عمرو اديب« في برنامجه اليومي »القاهرة اليوم«، وهذه الفقرة موجودة على شبكة الانترنت في موقع »يو ـ تيوب« لمن لا يريد ان.. يصدق!! هذه الحملة العنيفة ضد الكويت لأنهم ارادوها »عصا موسى« اخرى جديدة لكي تبتلع عصي السحرة الصغيرة التي تمثلت بتلك الاشاعة التي سرت في مصر مسرى النار في الهشيم والمتعلقة بصحة الرئيس حسني مبارك، والتي سببت ازعاجا كبيرا للنظام، واخذت الاقلام الحكومية المعينة من قبل مجلس الشورى والمجلس الاعلى للصحافة توزع الاتهامات على الجميع بدءا من السفير الامريكي ومرورا بالشيوعيين والاخوان وتنظيم القاعدة وانتهاء بصحيفة صغيرة اسمها »الدستور« توزع الف نسخة فقط والمرتجع منها 990 نسخة ليحيلوا رئيس تحريرها الى نيابة امن.. الدولة، ولم يبق لهم الا اتهام سكان القطب الشمالي وشعب منغوليا وارواح »ريا وسكينة وحسب الله السادس عشر« بأنهم السبب وراء ترويج هذه.. الشائعة!! و.. »الله يستر من حزمة عصا موسى«.. القادمة!! ـــــ .. خالص الشكر لهذه العاصفة الرائعة التي وصلتنا وهي تحمل تعاطف وحب ومساندة ابناء شعبنا الكويتي الوفي وتأييدا لكل حرف سطر في هذا العمود، ونخص بالشكر كوكبة من نساء الكويت ممن اثبتن حقيقة بأنهن اكثر »مرجلة« من بعض »رياييل الديرة«، والشكر موصول لرئيس جمعية المحامين الكويتية على موقفه بتشكيل وفد من اعضاء الجمعية للدفاع عنا بعد قرار الحكومة تحويلنا الى النيابة العامة بتهمة.. »الدفاع عن الكويت وشعبها وكرامتها«!! ـــــ .. مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون القنصلية ظهر يوم امس الاول على قناة »المحور« واخذ يتحدث لأكثر من 45 دقيقة عن.. »حقوق المصريين العاملين في الخارج«، وحقوقهم في الاقامة، وحقوقهم.. وحقوقهم.. وحقوقهم.. الى آخره، ولم ينطق بحرف واحد عن.. واجباتهم«!! ـــــ .. الامريكيون حرروا اوروبا كلها في الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك، لم نسمع صحافيا امريكيا ـ طيلة 60 عاما ـ يكتب قائلا في جريدته وموجها حديثه الى الاوروبيين.. »احنا اللي.. حررناكم«، و.. »لحم اكتافكم من.. خيرنا« و.. »احنا وبس.. والباقي خس« و.. »ماتبصليش بعين ردية.. بص للي اندفع.. ليّه«!! و.. »سلمولي على.. عصا موسى«!!
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك