ثلثنا يشرب الخمر، وثلث يتعاطى المخدرات وثلث مطاوعه وملالوه، ونعترض على مسلسل!!!هكذا تعجب فؤاد الهاشم في علامة تعجب

زاوية الكتاب

كتب 940 مشاهدات 0


.. «الزين عندنا» و.. «الشين حوالينا»!! .. هناك طرفة قديمة جدا لا بد أنكم جميعا قد سمعتموها منذ حوالي نصف قرن والى الآن وملخصها أن رجلا اشترى كيلوغراما من التفاح ـ ليلا ـ وذهب الى منزله.. ليأكله، قضم الاولى فوجد فيها.. دودة فرماها! قضم الثانية فوجد فيها دودة.. أيضا، فرماها!! قضم الثالثة فظهرت له دودة ثالثة.. فرماها!! وماذا فعل.. بعدها؟! اطفأ نور الغرفة واكل باقي التفاح وهو.. سعيد!! لماذا؟ لأنه اعتقد ان عدم رؤية الديدان تعني عدم.. وجودها! هل هذا.. صحيح؟! بالطبع، ليس صحيحا، لأن الديدان موجودة في النور وفي الظلام، على الاقل حين تعرضها للنور فإنك تحمي نفسك من الامراض، وايضا، تستطيع ان تمد اصابعك وتلقي بالدودة بعيدا وتأكل التفاحة!! هذا اذا كنت متشوقا لأكل.. التفاح! ثلث الكويتيين «يلكوّنه» ـ وهو تعبير محلي يعني احتساء الخمر ـ والثلث الثاني «مدمن مخدرات» والثلث الثالث.. «مطاوعة وملالوة»، وان اراد مخرج أو كاتب سيناريو أو منتج ان يعمل مسلسلا إذاعيا أو تلفزيونيا عن أي «ثلث» من هذه «الاثلاث»، ارتفعت الاصوات معترضة ومحتجة ومبسملة ومحوقلة قائلة.. «ما يجوز، وما يصير، وهذي مو من عاداتنا.. وتقاليدنا»!! كيف لطبيب ان يعالج مريضا إن لم يعترف المريض.. بمرضه ويدله على مواقع الالم أو.. العلة؟! .. لدينا ـ في إحصائية غير رسمية ـ حوالي خمسة أو ستة عشر الف ولد من «الجنس الثالث»، وحوالي خمسة أو ستة آلاف من البنات «البويات» زائد خمسة عشر أو ربما سبعة عشر الف «متشدد ومتطرف ومشروع إرهابي جاهز»، فإن جاء المنتج أو المخرج أو كاتب السيناريو ليعمل عملا اذاعيا أو تلفزيونيا ارتفعت الاصوات المعترضة المعتادة.. «هذا ما يصير، واحنا ما عندنا هالسوالف، وين عاداتنا و.. تقاليدنا»؟! وكأن من «عاداتنا وتقاليدنا» ان نترك «التفاحة العفنة» ـ والمليئة بالدود في السلة ذاتها مع التفاح السليم حتى يتعفن.. الجميع! الكويتيون بشر، والبشر خطاؤون، لذلك لم افهم سر هذه الحملة الشديدة على كاتب ومنتج وكاتب سيناريو لأنهم اظهروا للعلن إحدى هذه «العادات والتقاليد» في مسلسل اسمه «للخطايا ثمن» من المفترض ان يعرض على محطة «M.B.C» خلال شهر رمضان!! هناك مسرحية كويتية قديمة «نسيت اسمها» قام بالبطولة فيها المرحوم «عبدالعزيز النمش» ـ أم عليوي ـ والمرحوم «عبدالعزيز المسعود»، وعلى ما أذكر كان المؤلف هو الراحل «عبدالرحمن الضويحي»، وقد ادى «النمش» ـ وربما للمرة الأولى، دور رجل في هذه المسرحية وليس امرأة كما تعودناه، اما «زوجته» فقد كان الراحل «عبدالعزيز المسعود» وملخصها أنهما اشتريا جسما حديديا من السكراب وأخذاه الى منزلهما دون ان يعرفا ماهيته، وحدث ان انفجر هذا الجسم وخرج دخان كثيف استنشقه الاثنان فانقلب حالهما، الزوج ـ وهو «النمش» تظهر عليه أعراض «الأنوثة» في الحديث والحركات والمشي، «وزوجته» ـ المسعود ـ تظهر عليه أعراض الذكورة والخشونة في الكلام والحركات والمشي، فتحدث المفارقات الكوميدية و.. «تعال اشبع.. ضحك»! ومع ذلك، لم يقل احد وقتها ـ في الستينيات ـ ان هذا العمل المسرحي.. «يخالف عاداتنا وتقاليدنا»، بل كان المرحوم «الضويحي» يتنبأ بما سوف يظهر من «جنوس وبويات» بعد اربعين سنة على زمن كتابة.. مسرحيته! نصيحة نقولها للمتشددين والمتطرفين والمحتجين على أي عمل فني يعالج ظاهرة سلبية موجودة في مجتمعنا، وهي.. ان استمررتم في سياسة المنع والكبت ودفن الرؤوس في الرمال، فسوف يصل العفن الى بيوتكم وستخرج الديدان من.. «مداعيب منازلكم»!! *** .. حضرت مساء أمس الاول حفل شركة الاتصالات المتنقلة الذي كان حفلا خرافيا ويشبه ليلة من ليالي الف ليلة وليلة في الاعداد والتجهيز والاستقبال والاحتفال وذلك بمناسبة تغيير شعار الشركة الى الاسم الجديد.. «زين»! نقول لهم «الف مبروك»، و.. «زين عندنا و.. الشين حوالينا»، و.. إليك أعني فاسمعي.. يا جارة! *** .. عندما اخبرني الزملاء في «الوطن» بأن حفل افتتاح محطة تلفزيون «الوطن» سيكون برعاية وحضور سمو ولي العهد وذلك في الساعة التاسعة والنصف صباحا ـ وليس مساء ـ أسقط في يدي، لأنني اعتدت تحاشي الخروج نهارا بسبب الزحام المروري والحر ومجانين الطرق السريعة، لكن المناسبة تستاهل!! مبروك لنا ولكم بدء بث فضائية «الوطن»، تابعوها خلال الشهر الكريم، وستتأكدون من أن.. «الزين عندنا، والشين حوالينا».. أيضا!!
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك