يتوقع العسكري السابق عبدالكريم الغربللي قرب موعد ضربة لإيران
زاوية الكتابكتب سبتمبر 11, 2007, 1:17 م 672 مشاهدات 0
إيران... قبل فوات الأوان
عبدالكريم السيد عبداللطيف الغربللي
نرى أن الوضع تجاوز مرحلة استعراض القوة ليصل إلى قرب استخدامها بصورة سبق أن رسمنا
ووضحنا كيفيتها وحذرنا من خطورتها على إيران والمنطقة، إذا لم تبادر إيران إلى نزع
فتيل المواجهة.
قوات التحالف تجاوزت مرحلة الاستعراض... لتقترب من القتال
لم يحدد حتى الآن المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية الوقت النهائي
لفترة المفاوضات السلمية حول برنامج إيران النووي، إلا أن الأحداث المتسارعة أخيراً
إذا ما تم التمعن بها بشيء من التمحيص، تنبئ بأن ما تبقى من وقت متاح لإيران
لمواصلة مفاوضاتها على وشك النفاد، وذلك وفق دلالات تحليل الأحداث التالية:
- اكتمال الحشود العسكرية لقوات المجتمع الدولي في حوض الخليج العربي، وأخص بالذكر
انضمام حاملة الطائرات الثالثة «أيزنهاور» بالإضافة إلى «نيمتز» والحاملة الفرنسية
«شارل ديغول»، إضافة إلى عدد كبير من القوات التي نشرت في المنطقة للاستعداد
لاحتواء ردود الفعل الإيرانية اذا ما فُعِّل خيار العمل العسكري.
- انسحاب القوات البريطانية من ضواحي البصرة إلى مطار البصرة، ويمكن فهم إعادة
الانتشار هذا إلى إبعاد القوات البريطانية إلى مواقع أكثر أمناً بعيداً عن مرمى
النيران الإيرانية ونفوذها، وتهيئتها إلى سرعة الإخلاء عند الحاجة.
- تفعيل خطة الاستعداد لاحتواء ردة حلفاء إيران وهم «حزب الله» في لبنان وسورية،
فـ«حزب الله» قد كبل بالقوات الدولية المحيطة به من كل جانب في لبنان إثر أحداث
الاعتداءات الصهيونية على لبنان في يوليو 2006م، أما سورية فلقد شهدت حدودها
المتاخمة لفلسطين والجولان المحتلة مناورات وتحركات من قبل القوات الإسرائيلية،
وأخيراً في مساء الخميس السادس من سبتمبر 2007م اخترقت طائرات القوات الجوية
الإسرائيلية سيادة المجال الجوي السوري بعد أن شوَّشت وعطلت إلكترونياً منظومات
الدفاع الجوي السوري، لتقوم باختراق حاجز الصوت لتسجل بذلك عربدتها بدوي صوت اختراق
حاجز الصوت، لوضع سورية أمام إحراج إخفاق منظومات دفاعاته الجوية الجديدة.
- تصعيد لهجة وإجراءات ضغوط المجتمع الدولي ضد إيران فالولايات المتحدة الأميركية
تلوح بإدراج حرس الثورة الإيراني ضمن قائمة الإرهاب، وأخيراً تم تفعيل الإجراءات
القانونية الأميركية بإصدار أحكام قضائية ضد إيران بمبالغ تعويض فلكية تزيد عن
الملياري دولار بتهمة مسؤولية إيران عن أحداث وقعت في لبنان قبل مدة تربو على الربع
قرن.
- كثافة نشاط المناورات البحرية والجوية لقوات التحالف في منطقة الخليج العربي في
صورة استعراض القوة المتفوقة تقنياً ونوعياً بصورة ساحقة، مما جعل الضغط يزداد على
متخذي القرار في إيران، الأمر الذي حدا بالزعيم الإيراني سماحة السيد آية الله علي
خامنئي بالتهديد بأن بلاده ستضرب المصالح الأميركية في العالم في حال تعرضها إلى
هجوم عسكري، كما أردف بعض المسؤولين الإيرانيين بأن إيران سوف تتعرض للمنشآت
البترولية في الخليج إذا ما تعرضت للهجوم، الأمر الذي جعل المملكة العربية السعودية
الشقيقة تبادر ببعض الإجراءات والاحتياطات لحماية منشآتها البترولية والاستراتيجية.
-صورة الموقف العام إذا ما وصَّلنا النقاط السابقة وفق مدلولاتها المنطقية، التي
يشكل كل منها جزءاً من الصورة وفي مجموعها تكتمل وضوح صورة الموقف العام، نرى أن
الوضع تجاوز مرحلة استعراض القوة ليصل إلى قرب استخدامها بصورة سبق أن رسمنا ووضحنا
كيفيتها وحذرنا من خطورتها على إيران والمنطقة، إذا لم تبادر إيران إلى نزع فتيل
المواجهة وسرعة التعاون مع المجتمع الدولي بصورة تغير من لون الدخان الرمادي إلى
الأبيض قبل أن يفوت الأوان ويسود، فلا جدوى من أن تزج إيران بنفسها والمنطقة في
أتون مواجهة غير متكافئة تراق فيها الدماء وتهدر فيها الموارد... أما نحن في الكويت
فلا أرى استعداداً يتوافق ومع خطورة الوضع... والله الموفق والهادي إلى سواء
السبيل.
الجريدة
تعليقات