سعاد المعجل تنتقد ظاهرة اختراق الفرعيات انتخابات الحرم الجامعي

زاوية الكتاب

كتب 636 مشاهدات 0



فرعيات الانتخابات الجامعية 
 
سعاد المعجل
يبدو ان الانتخابات الجامعية قد تأثرت وبشكل مباشر بالمناخ الانتخابي العام، الذي جعل بعض المرشحين واعضاء مجلس الامة يلجأون الى فلسفة جديدة لتأمين الاصوات الانتخابية، تقوم في اساسها على دغدغة المشاعر وشراء الولاء والقبول من خلال مشاريع ربحية آنية تستفيد منها فئات محددة.. وليس الكويت بشكل عام!
الانتخابات الجامعية سواء على مستوى اتحاد الطلبة او انتخابات الرابطة.. اصبحت مهددة بغزو العقلية المسؤولة عن تهميش دور النائب ومسؤولياته في الكويت.. فالفرعيات اصبحت تخترق انتخابات الحرم الجامعي في ظاهرة تشكل انتهاكا صارخا لشروط العمل النقابي بشكل عام.. واجندات القوائم الطلابية اصبحت تروج لبرامج تدفع الى ترسيخ مبدأ الفائدة الشخصية بدلا من المصلحة العامة!
احدى القوائم الطلابية تفتخر بنشرتها الانتخابية التي تتضمن انشطتها للعام السابق، والتي يقتصر اغلبها على عشاء هنا وغداء هناك ومخيم ربيعي ومطالبات بمكافأة للطلبة.. عوضا عن 'نضال' القائمة لتحقيق مشاريعها مثل عطلة العشر الاواخر من رمضان.. وتخفيض نسبة النجاح في مقرر دراسي.. وغير ذلك من مشاريع تدغدغ بها مشاعر الطلبة وخاصة المستجدين منهم!
النشرات والاصدارات الطلابية في فترة الانتخابات الجامعية تعكس جانبا كبيرا من تدني الوعي النقابي والحس الوطني لدى العديد من القوائم الطلابية التي اصبحت بلا طعم ولا رائحة.. لا يسمع عنها الطلبة الا في مواسم الانتخابات! وبخلاف قائمتي 'الوسط الديموقراطي' و'المستقلة' فان برامج ونشرات القوائم الاخرى لا تتعدى القضايا الجانبية والآنية التي لا تصب في خانة اثراء الوعي الطلابي للعمل النقابي ولدوره في التأثير على المجتمع خارج اسوار الجامعة!
نشرة 'الوسط الديموقراطي' لاتزال تدعو للوحدة الوطنية كهدف يتصدر اولوياتها بوصفها قائمة مسؤولة.. كذلك يأتي حرص القائمة على تعزيز الانتماء الوطني بين الطلبة كأحد اهدافها، وايضا رفض تعديل الدستور الى الاسوأ بالاضافة الى رفض التفرقة بين ابناء الشعب الكويتي وتبني القضايا الوطنية! قائمة الوسط الديموقراطي لا تدعو في برامجها الى حفل عشاء او غداء ولا تروج لمصالح شخصية آنية بقدر ما هي حريصة على ان تنادي بالديموقراطية كوسيلة لاتخاذ القرار.. واحترام رأي الاقلية والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات!
ان ما يميز المجتمعات المتقدمة مقارنة بمجتمعاتنا البطيئة النمو والحركة هو حجم ودرجة الوعي الذي يتمتع به المواطن وبذرة الوعي هذه تنمو مع الفرد حين تبدأ من مراحل عمره الاولى، وبالتحديد في مراحل الدراسة! مثل هذا الوعي يجب ان يكون الهدف الاول للقوائم الطلابية المتنافسة في انتخابات الجامعة.. فمع الوعي تصبح امور اخرى كثيرة حقائق وواقعا بالتبعية!

 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك