الصورة الفضيحة لتلاميذ يفترشون الأرض في بلد احتياطيه المالي فاق ال200 مليار هو فحوى مقالة عبدالله الشايجي

زاوية الكتاب

كتب 645 مشاهدات 0


في السادس عشر من سبتمبر الفائت كتبت مقالا بعنوان «كيف يحدث هذا ولدينا هذه الإمكانات؟» تحدثت فيه عن الأسباب التي تبقي الكويت في وضع يصل الى التفسخ والإحباط رغم جميع ما يتوافر للكويت من قدرات وفوائض واستثمارات تحلم بها دول العالمين الأول والثالث معا، حيث تؤكد دراسة بنك الكويت الوطني ان الكويت ستحقق فائضا ماليا قياسيا يصل إلى 25 مليار دولار في السنة المالية الحالية، وكانت الكويت حققت فائضا ماليا خلال الأعوام الثمانية الفائتة، وصل الى 72.5 مليار دولار، وبمجمل احتياطيات مالية مؤكدة بلغت 213 مليار دولار لدولة عدد مواطنيها مليون، وبإنتاج نفطي يصل الى 2.4 مليون برميل نفط يوميا، ومع ملامسة سعر برميل النفط الخمسة والسبعين دولارا، وهو الأعلى في تاريخه، تبيع الكويت النفط بأكثر من ضعف السعر الذي حددته الحكومة في الميزانية 36 دولارا لبرميل النفط، ونتساءل: كيف نعجز عن النهوض بالنموذج الكويتي، ولدينا جميع عناصر النجاح التي تحلم بها الشعوب.
في الثاني والعشرين من سبتمبر الفائت نشرت الزميلة «الراي» على صدر صفحتها الأولى صورة مؤلمة لطلبة يفترشون الارض في فصل دراسي لمدرسة الحارث السعدي المتوسطة جنوب الجهراء لعدم وجود مقاعد كافية لهم، هذه الصورة فضيحة بكل معنى الكلمة، ويجب ان تطيح بالرؤوس الكبيرة داخل وزارة التربية، الصورة تختصر سوء التخطيط والإدارة، اين مسؤولية الناظر والمدير ومدير المنطقة التعليمية وقياديي الوزارة والوزيرة؟ ماذا ستقول شعوب ومسؤولو الدول التي نبني لها المدارس وننسى انفسنا؟
كيف لدولة لديها ما لدى الكويت من قدرات وفوائض مالية، وتقدم قروضا لمئة دولة حول العالم، وبعدد سكان محدود ان تشهد هذا الوضع المتردي ليس في مناهج التعليم في المدارس الرسمية، ولكن حتى في القدرة الاستيعابية، وتعجز عن تأمين طاولات ومقاعد دراسة في فصول دراسية ومدارس، كثير منها متهالك ويعاني من تعطل اجهزة التكييف والمياه؟ كم عدد الفصول الأخرى التي تعاني نقصا في القدرة الاستيعابية ويفترش طلبتنا فيها الأرض؟ والمؤلم ان دولة الكويت التي تبني الجامعات والمدارس والمستشفيات في دول عربية كثيرة تعجز عن تأمين احتياجات مواطنيها وتأمين ابسط الخدمات للطلبة والمرضى ولمستهلكي الماء والكهرباء، بعد أكثر من اربعين عاما على قيام جامعة الكويت لاتزال كليات الجامعة متناثرة في خمسة مواقع لا يضمها حرم جامعي موحد كحال الجامعات الرسمية في الشرق الفقير والغرب الغني، ولانزال ننتظر حرم الجامعة العتيد في الشدادية ربما في الذكرى الخمسين لإنشاء الجامعة.
لا يعقل ان يستمر وزير واحد يجمع بين وزارة التربية ووزارة التعليم العالي معا، من المستحيل ان يتفرغ الوزير لإدارة الوزارتين بمئات المدارس ومئات آلاف الطلبة وآلاف المدرسين، إضافة إلى مسؤوليته عن جامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي ومعهد الكويت للأبحاث العلمية، كيف يعقل لأي وزير مهما أوتي من قدرات ان يلم، ويتابع ويتصدى، ويعالج الخلل ويحل المشكلات في الوزارتين ويتعامل مع مجلس الأمة واللجان والمهمات الرسمية، ويشرف بالوكالة على وزارة اخرى عند غياب الوزير الأصيل؟ وها هي نورية الصبيح توجه إليها اتهامات التخبط وتصفية الحسابات في وزارتها وتُشحذ لها سكاكين الاستجواب لتلقى مصير زميلتها ومن سبقها.
المفروض ان يرأس وزارة التربية وزير متفرغ اذا كانت الحكومة جادة في حل مشكلات التعليم وتطوير المناهج والتصدي لمشكلات وزارة التربية الكثيرة، ليتفرغ الوزير لإدارة أكبر وزارة في البلاد تمس كل اسرة، لا يعقل ان تمر تلك الصورة التي اختصرت الحالة المؤلمة لما آلت اليه الأوضاع عندنا مرور الكرام دون ان نفهم كيف وصلنا الى هذا، تلك الصورة التي أساءت للحكومة في الداخل واثبتت الحاجة الى وضع اولويات ومعالجة الخلل، كما أساءت إلى سمعة ومكانة الكويت في الخارج، وتثبت ان ما وصلنا اليه من ترد ليس بسبب العجز وعدم توافر الإمكانات كما اوضحنا سابقا، بل بسبب التردد وسوء الإدارة و غياب التخطيط واحتدام الخلافات، مما ينعكس سلبا على واقعنا ويجعلنا نشكك في مستقبل الإصلاح والتغيير.
الوسط

تعليقات

اكتب تعليقك