أحمد الدعيج يستغرب أن حكومتنا 'إصلاحية'ودولتنا ليست فقيرة ومع ذلك تأتى فى مرتبة متقدمة فى تقرير الشفافية الدولية حول الفساد

 

هذا والحكومة إصلاحية
كتب:د. أحمد يوسف الدعيج
نشرت صحيفة الشرق القطرية في موقعها الإلكتروني يوم الخميس 2007/9/27 تقرير منظمة الشفافية الدولية لعام 2007 الذي صدر يوم الأربعاء الماضي، والذي جاءت فيه دولة قطر على رأس الدول العربية في مؤشر الشفافية الدولية، والثانية والثلاثين على مستوى دول العالم، وجاءت الكويت في الترتيب الستين على مستوى العالم متراجعة بأربعة عشر مركزا عما كانت عليه في العام 2006، وجاء في التقرير ان هوجوت لا بيل رئيسة منظمة الشفافية الدولية حثت الدول الواقعة في ذيل جدول الفساد على أخذ هذه النتائج بجدية والعمل لتعزيز المسؤولية في المؤسسات العامة، كما لوحظ ان الدول الفقيرة من أكثر الدول التي تعاني من الفساد، وأن الدول التي سيطرت الواسطة والمحسوبية على مؤسساتها العامة، يكون الإصلاح فيها أبطأ.
صحيفة القبس الكويتية نشرت في عدد الجمعة الماضي تقرير المنظمة الدولية للشفافية وأرفقت معه جدولا بترتيب الدول المائة والثمانين التي شملها التقرير، من ضمنها اليمن التي جاءت في الترتيب الحادي والثلاثين بعد المائة، ومع ذلك فإن الخبر الذي نشرته صحيفة السياسة الكويتية في عدد يوم الاثنين 2007/10/1 ربما يفسر تمركز اليمن في هذا الترتيب المتأخر جدا، فلقد أوردت السياسة ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أحال الى النيابة العامة ثلاثة وزراء، وهم وزير الشباب والرياضة، وزير التربية والتعليم (خوش تربية وتعليم) ووزير الإعلام، بسبب عدم التزامهم بالدوام الرسمي في رمضان.
في عدد يوم السبت الماضي نشرت صحيفة القبس تعليقا لمصدر حكومي بارز على مانشرته القبس حول تزايد مؤشر الفساد في الكويت عام 2007، جاء في تعليق المصدر الحكومي البارز ان جذور الفساد متأصلة في بعض الأجهزة الحكومية، وعلاجها يحتاج وقتا طويلا، وعزا هذا المصدر الحكومي البارز الفساد الى عدة اسباب منها ان هناك من يعتقد ان الوزارة أصبحت إرثا له يدير الأمور ويتحكم فيها بمزاجية، وكذلك عدم الاستقرار السياسي والحكومي والتغييرات في التشكيل الحكومي التي لا تمضي عليها فترة طويلة، والضغوط النيابية التي يرضح لها بعض القياديين الذين يخشون المواجهة ويقومون بتمرير المعاملات المشبوهة والملغومة، كما استغرب المصدر الحكومي الذي صرح للقبس من الهجوم الذي يقوده بعض النواب ضد بعض الوزراء دفاعا عن القيادات الفاسدة أو المتجاوزة للقانون، فضلا عن القيادات المحسوبة على الكتل في المجلس.
تقرير منظمة الشفافية الدولية تقرير مهم جدا، نأمل ان تواصل الزميلة القبس متابعة ملف الفساد وتسليط الضوء على رموزه في أجهزة الدولة المختلفة، فالكويت ليست بالدولة الفقيرة، حتى تكون بلدا فاسدا، ولكن قاتل الله ضعف الإرادة وخور العزيمة، والخشية من المواجهة، وانعدام الحزم والعزم.