إن مشروع شراء القروض الشخصية للمواطنين (التي لا تتجاوز السبعين ألفاً) سيعود على المواطن والوطن بكثير من الفوائد..رسالة يوجهها لأهل الكويت مناور الراجحي

زاوية الكتاب

كتب 977 مشاهدات 0



رسالة إلى أهل الكويت
كتب:د. مناور بيان الراجحي
يا أهل الكويت أن مشروع شراء القروض الشخصية للمواطنين (التي لا تتجاوز السبعين ألفاً) سوف يعود على المواطن والوطن بكثير من الفوائد على مستوى الفرد والجماعة، وسوف يحقق الاستقرار الاجتماعي والأمني والاقتصادي، وهذا هو المطلوب الذي يسعى كل مجتمع إلى تحقيقه على الصعيدين الرسمي والشعبي.
يا أهل الكويت، يا أهل الخير والعطاء، فبالنسبة إلى الاستقرار الاجتماعي فإنني أقسم وأجزم بأن كل فرد فينا له أخ مدين للبنوك والشركات التمويلية هذا إذا لم يكن كل فرد هو المدين، لأن ثمانين بالمئة من الشعب الكويتي بل أكثر من ذلك مدينون للجهات المذكورة حسب الإحصاءات الرسمية، وقد يستمر معهم هذا الدين لسنوات عدة بل قد يصل معهم إلى اللحد بعد عمر طويل إن شاء الله، فماذا يضر عُبيداً إذا استرجع زيد الأموال التي اقترضها من دون فائدة، وماذا يضر سعيداً إذا دفع مبارك أقساطه مدة خمس سنوات بدلا من عشر؟ لا شيء بل سوف يفرح عبيد وسعيد لزيد ومبارك لأنهم استطاعوا أن يتخلصوا من أكبر الكبائر وهو الربا، يا أهل الكويت انكم جُبلتم على التعاضد والترابط والمحبة وحب الخير لبعضكم البعض، وسوف تستمرون على هذا النهج طوال حياتكم إن شاء الله، فإذا كنت تجهل عزيزي القارئ وأيها التاجر والمسئول معاناة إخوانك من الكويتيين فهذه بعض الحقائق بل أقلها تأثيرا أضعها بين يدك، هناك أكثر من خمسين ألف عائلة كويتية، وأغلب هذه العائلات يفوق عددها ستة أنفار مهددين بكارثة اجتماعية إضافة إلى من انهار منهم وبدأ بعضهم بعرض أعضاء من جسمه للبيع! فهل يعقل هذا في بلد الخير والعطاء؟! إن الاستقرار الاجتماعي هو الذي تبحث عنه المجتمعات بل الدول بأسرها فهيا نسبق الزمن قبل فوات الأوان.
أما الاستقرار الأمني فانه من النعم الكبرى يا أهل الكويت، وكما قيل في الأمثال نعمتان مجحودتان أمن في الأوطان وصحة في الأبدان، فتخيل عزيزي المواطن أن هناك بعض الأسر المتبقي لها من راتبها لا يزيد على مئتي دينار، فثمانون في المئة من الراتب يذهب إلى الدائنين عشرون منها أصل الدين وستون منها للفوائد! ماذا يفعل رب هذه الأسرة؟ بل ماذا يفعل أطفالها؟ هل فكرت عزيزي المواطن في أن أمنك سوف يخترق من أقرب الناس إليك؟ إننا مسئولون عن أمننا فلا ندع الحسد والغيرة تحطم أجسادنا وممتلكاتنا فهيا نسرع قبل فوات الأوان.
أما بالنسبة إلى الاستقرار الاقتصادي فـو الله إن شراء المديونية سوف تعزز اقتصادنا ونصبح مركزاً مالياً يحتذى به، بل سوف ترفع درجاتنا عند الخالق قبل الخلق، لأننا سوف نتعاون على التنمية والبناء وليس على الإثم والعدوان، والحديث في هذا الموضوع مستفيض في كتاب الله تعالى وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، يقول تعالى في كتابه العزيز (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) ويقول عز من قال (يأيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين) وقال أيضا (وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) ، وقد وضح الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم أن باب التوبة مفتوح حين قال: (كل بني أدم خطاء وخير الخطائين التوابون) فهيا نتوب أيها الدائنون والمدينون قبل فوات الأوان.

يا أهل الكويت، يا عزوتي إليكم هذه الحكاية:
ذهب صديق إلى أحد البنوك الأجنبية التي افتتحت فرعاً جديداً لها في الكويت، وكان لديه فكرة مشروع ناجح مئة في المئة، فقدم دراسة جدوى لهذا المشروع إلى القسم المختص في البنك طالباً منهم مبلغاً من المال، وبعد أسبوع راجعهم فقالوا له طلبك مرفوض، حاول الصديق أن يعرف سبب الرفض فلم يستطع، فستنجد بأحد الأشخاص المتنفذين لمعرفة سبب الرفض، فكان الجواب كصاعقة على رأس الصديق المبتكر، حين ذكر لهم المسؤول الأجنبي في البنك أنهم لا يتعاملون مع المشاريع بل مع القروض الاستهلاكية فقط ولا يمولون إلا من يفتح لديهم حسابا ويقترض قرضا شخصيا وليس تمويليا لأن الفائدة في الثاني أقل بكثير من الأول، هل يعقل أصبح الربا سمة من سمات أهل الكويت!!!
يا أهل الكويت، انني أناشدكم بأن نتكاتف وندفع بحكومتنا الرشيدة لشراء المديونية وإسقاط الفوائد عن المواطنين فو الله هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا التي بدأت تتدحرج ككرة ثلج وتكبر في كل دورة سنوية بشكل رهيب قد تصل إلى حرق اليابس والخضر في كويتنا العزيزة لا سمح الله، فهيا ننقذ كويتنا وأهلنا قبل فوات الأوان.

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك