الكويت بحاجة إلى ثورة إصلاح حقيقية تقتلع جذور القبلية والطائفية من جذورها الدينية المسيسة..فحوى مقال فيصل الفهيد
زاوية الكتابكتب أكتوبر 2, 2007, 11:20 م 1168 مشاهدات 0
يا واش.. يا واش؟
كنت أعتقد أن أصل هذه الكلمة فارسي ولكن أبلغني أحد 'المطلعين' في اللغة انها تركية، ولكن اتضح انها كردية ومستعملة في العراق والكويت.. ومعناها والذي قصدته هو فيها من العجب وفيها من الاستغراب.. وهي دعوة للتروي وعدم الاندفاع إلى الخطأ.. لقد عنيت بها وضعا لم أكن أتمنى أن أشهده.. خصوصا انني من مؤسسي الاتحاد الوطني لطلبة الكويت، وكنت أول رئيس له عندما عقدنا مؤتمرنا الأول في الكويت في نوفمبر .1964. لم أكن أعتقد انني سوف أشهد في يوم من الأيام أن تدخل الانتخابات القبلية لاتحاد الطلبة بكل تكويناتها.. وان يتم نشر ذلك في الصحف بعد مباركة شيوخ القبائل لهذه الانتخابات.. ولنر بعض ما نشر: ففي إحدى الصحف اليومية وخلال الأسبوع الماضي قرأت ان قبيلة يام وهي تتكون من قبيلة العجمان وآل مروة زكت اثنين من أبنائها لانتخابات التطبيقي بحضور شيوخ القبيلة، ثم جاءت جريدة 'القبس' في عددها الصادر بتاريخ 2007/9/24 لتؤكد ذلك، وتضيف إلى حسبة الفرعيات إشراك بعض طالبات الجامعة وتقول 'القبس'، تأكيدا لروايتها من مصادر طلابية: ان الفرعيات القبلية في جامعة الكويت أصبحت أمرا عاديا.. وتقول جريدة الراي في عددها الصادر يوم الثلاثاء 25 سبتمبر 2007 وتحت عنوان 'قبيلة العوازم أعلنت دعم القائمة المستقلة في التطبيقي وزكت فهد العجيلان وحمد صالح الهبيدة لخوض الانتخابات' تقول 'الراي' 'عقدت شبكة مجالس قبيلة العوازم بالتعاون مع لجنة القبيلة في التطبيقي بحضور أمير شمل قبيلة العوازم الشيخ فلاح بن عيد بن جامع وبعض الوزراء والنواب السابقين ورئيس اتحاد عمال الكويت خالد الغبيشان ورئيس نقابات العاملين في القطاع الحكومي بدر البريوج ومدير قناة الواحة في الكويت ناصر الجدعي لتغطية هذا الحادث الخطير.. إعلاميا (هذا من عندي)، وتنشر بعض الجرائد أسماء مرشحي بعض القوائم ويبدو النفس القبلي مسيطرا على بعض هذه القوائم حيث يرد في جريدة الوطن في عددها ليوم الخميس الموافق 2007/9/27 تصريح لأحد المرشحين وهو عبيد العجمي، حيث يقول: لا حرج لدينا في الاستعانة بالقبائل في انتخابات التطبيقي، ونظرا لأن القائمة سلفية التوجه فالقبائل كان لها دورها في الإسلام. على كل ما سبق.. ماذا أستطيع أن أعلق؟.. لقد كنا نحارب الانتخابات القبلية والطائفية في الانتخابات التشريعية لنكتشف ان جذورها أصبحت تغرس قبل ذلك بسنوات متعددة.. هل نقول مثلما قال سعد زغلول باشا، أبرز محاولي الإصلاح في العهد الملكي في مصر: 'ما فيش فايدة يا صفية غطيني والطمي' لن نقول ذلك ولكن نقول انها.. سحابة تخلف.. وردة.. أساسها تضليل التيار الديني السياسي داخل هذه القبائل وتأثيره حتى في بواكيرها، وبالطبع تحالفه طوال العقود الماضية مع بعض أركان النظام الحاكم مع توفير الموارد المالية والوظيفية الهائلة له، ثم لا ننسى العبث الذي مارسته السلطة في التركيبة السكانية طوال عقدي الستينات والسبعينات الذي نعاني منه وسوف نعاني منه خلال السنوات القادمة.. لذلك فإن للحديث عن الكويت الآن بانها مركز مالي عالمي.. والكويت جوهرة الخليج.. العوض بسلامتكم.. والإصلاح الحكومي والتشريعي الذي يمارس الآن.. يمارس بمشاعر قبلية وطائفية ومصلحية.. إذا لم تكن هناك نقلة إصلاحية حقيقية.
بقيت نقطة أخيرة، لقد كنت من المتفائلين بانتخابات 5 دوائر.. أما الآن وبعد ما أوردته جريدة 'القبس' في عددها الصادر 29 سبتمبر 2007 عن نقل الأصوات في الدوائر على أسس قبلية وطائفية ومصلحية.. فإنني أرى ان الأمور تتجه ليس من الأسوأ إلى الأحسن.. ولكن من السيئ إلى الأسوأ.. إذا لم تكن هناك قدرة على احتواء هذا الواقع الاجتماعي الخطير ومحاولة زرع بذور التحضر والتقدم على أسس كويت الستينات وبداية السبعينات.. آمل ولو ان الأمل ضعيف، خصوصا في ظل الأوضاع السائدة تشريعيا وحكوميا.. اننا بحاجة إلى ثورة إصلاح حقيقية تقتلع جذور القبلية والطائفية من جذورها الدينية المسيسة.. وغير ذلك لن ننعم بكويت ثقافية وسياسية واعية وواعدة خلال هذه الحقبة التاريخية.. وقد يكون أملنا في التغيرات الجذرية التي قد تأتي من الخارج نتيجة حروب وتغيرات إقليمية بشعة.. ولكنها ستكون واعدة.. خصوصا للكويت.
فيصل المسعود الفهيد
القبس
تعليقات