قبل التفاخر بالقبض على المجرمين البدون.. حلوا مشاكلهم..هكذا يقول حسن على كرم
زاوية الكتابكتب أكتوبر 4, 2007, 12:09 ص 611 مشاهدات 0
قبل التفاخر بالقبض على المجرمين البدون.. حلوا مشاكلهم
كتب:حسن علي كرم
من الملاحظات التي أرجو بل وأتمنى أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل الأجهزة الأمنية والأجهزة المعنية بالإصلاح الاجتماعي هو أن من يتابع صفحات الحوادث في صحفنا اليومية في الفترة الأخيرة يلاحظ ظاهرة لم تكن واضحة للعيان مثلما هي عليه اليوم، وهذه الظاهرة هي كثرة الحوادث والقضايا الأمنية التي يكون أحد أطرافها أو كل أطرافها من فئة ما يسمى البدون، ولئن كانت الهوشات بين شخصين مختلفين أو الهوشات العائلية بين الأب وأبنائه أو بين الزوج والزوجة رغم خطورتها اعتيادية وعابرة إلا أنها ليست بتلك الخطورة التي تقاس بها الحوادث الأخطر مثل عمليات التهريب والمتاجرة بالمخدرات والخمور وعمليات السطو وسرقات السيارات وخلاف ذلك من الجرائم التي بات بعض أبناء البدون اليائسين قد تخصصوا فيها، وهو الأمر الذي لم يكن مكشوفاً وملحوظاً في السابق، وأغلب الظن أن جرائم البدون ستزداد ولا تنقص في ظل إهمال الدولة لمعاناتهم وتردي الأحوال المعيشية التي يعانون من جرائها.
نحن لا نلوم أفراد الشرطة الذين يتصدون للجرائم ويتفاخرون بالقبض أو بالكشف عن عصابات أو شبكات التهريب أو المتاجرة بالخمور والمخدرات وعصابات السطو والسرقات وغير ذلك، ويقوم محررو صفحات الحوادث بنشر صورهم مدعمة بأسمائهم ورتبهم العسكرية وألقابهم المأخوذة من أسماء الحيوانات الشرسة والمتوحشة كالأسد والذئب والفهد.. إلخ، أقول نحن لا نلوم أفراد الشرطة عندما يقومون بواجبهم العسكري، فإن من أولى واجباتهم التصدي للجرائم والحفاظ على أمن واستقرار المجتمع، غير أننا نعتقد أن سقوط بعض أبناء البدون من اليائسين في أتون الجرائم والمنكرات لم يكن ليحدث لولا اليأس وفقدان الأمل بتحسين أوضاعهم وحل مشاكلهم الاجتماعية والمالية من قبل الدولة.
لا نملك تحت أيدينا إحصائيات، لكن نعتقد ومن خلال المطالعة اليومية لأخبار الحوادث التي تُنشر في الصحف نستطيع الجزم أن جرائم البدون آخذة في تصاعد وربما الوضع قد يُنذر بما هو أخطر..!!
لا نريد هنا أن نتباكى على جدار الرحمة، فنذكر الدولة بواجبها وبمسؤولياتها عن حل قضية البدون، وغلق هذا الملف إلى الأبد فلقد باتت الحكاية مثل الاسطوانة المشروخة التي سئم الناس سماعها، ولكننا فقط نقول إلى هؤلاء الأشاوس، قبل أن يتفاخروا بالقبض على المجرمين من البدون عليكم أن تنظروا إلى أحوالهم ومشاكلهم، وأسباب انجرارهم إلى ارتكاب الجرائم..
البدون قضية سرطانية خطيرة، العلاجات السطحية لا تجدي نفعا معها...
الوطن
تعليقات