ما علاقة التيار الديني وكتاب التيار الديني بشقيه السلف والإخوان بمطبوعة (بو الناقلات)؟!تساؤل يطرحه بسام العسعوسي

زاوية الكتاب

كتب 497 مشاهدات 0



من الناقلات إلى الفضائيات
بسام عبدالرحمن العسعوسي


لا أستطيع أن أتخيل أو أقرأ مطبوعة صاحبها تدور حوله الشبهات، ولا أتمكن من أن أشاهد برنامجاً في محطة متهم راعيها بالاختلاسات.

«مثل من باع بلاده وخان وطنه، مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه». (نابليون).

من البحر إلى الفضاء هكذا وبقدرة قادر انتقل صاحبنا وتحول من الناقلات إلى الفضائيات مائة وثمانين درجة... وإلى عالم التلفاز والساتلايت والأقمار الصناعية ولا عجب في ذلك، فقد اخترق قبلها عالم الصحافة دخيل عليها ووضع لنفسه بصمة في شارعها إلا أنها بئس البصمة فقد جمع المتردية والنطيحة وما أكل السبع، ومشى في الأرض يسب ويشتم كل من يطالب بمحاسبة عما اقترفت يداه قبل وإبان الغزو الغاشم.

صاحبنا يا إخوة لا يفقه في الصحافة ولا يعلم عن الفضاء... لكن ما يعلمه جيداً هو أن الصحيفة سلاح والمحطة الفضائية قوة يستخدمهما متى يشاء وكيفما يشاء، إذاً المعادلة سهلة وبسيطة جداً؛ أختلس، وأنهب مال الشعب، وأشتري به صحيفة، وأنشئ محطة لأدافع عن نفسي، وأذهب إلى أبعد من ذلك لأنتقم من كل من تسول له نفسه الحديث عن الناقلات وحراميها.

الطامة الكبرى والمصيبة العظمى أن الصحيفة والمحطة هما وجهان لعملة واحدة عنوانها الإسفاف والانحطاط وقلة الذوق.

أما التيار المتأسلم فسيرتمي غداً في أحضان المحطة ليكمل فصول قصة الحب الطويلة التي بدأها مع الصحيفة فلا نزال، والأغلبية من أبناء الشعب، نجهل سر العلاقة بين الفريقين، واعتقد أننا نحتاج إلى ساحر أو كاهن حتى يفسر لنا: ما علاقة التيار الديني وكتاب التيار الديني بشقيه السلف والإخوان بمطبوعة (بو الناقلات)؟!

وحقيقة الأمر وبصراحة أكثر لا أستطيع أن أتخيل أو أقرأ مطبوعة تدور حول صاحبها الشبهات، ولا أتمكن من أن أشاهد برنامجاً في محطة متهم راعيها بالاختلاسات، وأنا هنا لا أدعو إلى المقاطعة بقدر ما أدعو إلى تحكيم العقل والعاطفة والضمير... لا يجوز ياناس أن «أنفع» واحداً اعتدى على «وطني» بأن اختلس ماله واستباح حلاله... فالوطن ياجماعة ليس كلمة نتغنى بها ونضعها على مطبوعاتنا ونطلقها على قنواتنا ومحطاتنا... بل الوطن شعور بالمواطنة الحقة والانتماء والالتزام والولاء وحفظ أمواله ومقدراته... المواطنة ليست لقباً يوضع قبل الاسم أو كلمة توضع في جنسية أو خاتماً يطبع على جواز.

 


 

الجريدة

تعليقات

اكتب تعليقك