رحم الله أيام ..هذا ولدنا..هكذا يتحسر وليد الغانم ، رغم الاعتراض على هذا الأسلوب فى التعيين إلا أنه أفضل حالا من اختيار قيادات الكواراث هذه الأيام

زاوية الكتاب

كتب 666 مشاهدات 0



رحم الله أيام 'هذا ولدنا 

  وليد عبدالله الغانم
'هذا ولدنا' مصطلح شعبي انتشر للتعبير عن الطريقة الكويتية في تعيين القياديين في مراكز الدولة في الستينات والسبعينات، حيث كانت معايير الاختيار تتم لاعتبارات شخصية وعائلية بحتة، بغض النظر عن المؤهلات والكفاءة.
بالرغم من صحة الاعتراض على هذه الطريقة العشائرية في الاختيار للمناصب القيادية، لكن الزمن والتجربة اثبتا انها كانت الية سليمة ومناسبة قياسا على الطريقة الحالية المتبعة في تعيين القياديين خاصة بعد التحرير حيث ظهرت الازمات والكوارث الحكومية على مستوى الخدمات العامة بدءا من التربية والصحة ومرورا بالقطاعات الفنية المتخصصة كالبلدية والكهرباء والاشغال وحتى القطاعات العسكرية والنفطية - الا من رحم الله ليست الازمات الكويتية المعاصرة الدليل الوحيد على سوء الاختيارالحكومي للقيادات في الدولة وانما التردي الفاحش لمستوى الكويت في المؤشر العالمي للفساد دليل اخر حيث تراجعت الدولة اكثر من عشر مراتب على مدى سنتين متتاليتين لتصبح من الدول المتخلفة في الشفافية والمتقدمة في الفساد.
العجيب ان هذا التردي في مواجهة الفساد تلازم مع تبني الحكومة لمنهج الاصلاح وتعالي الاصوات النيابية لمكافحة الفساد ومع هذا ازداد الفساد الاداري بصورة لافتة للنظر، وهذا يعني بشكل اكيد ان الحكومة والمجلس عاجزان عن تشخيص ملامح الفساد وعاجزان عن وضع الحلول وبالتاكيد عن تطبيقها، هذا اذا افترضنا حسن النية وان لا احد منهم يريد استمرار الوضع كما هو عليه في المؤسسات الحكومية المختلفة.
طريقة هذا ولدنا القديمة شهدت عصر البناء والتطوير للدولة وشهدت انطلاقة علمية وثقافية للوطن وشهدت تأسيس البنية التحتية القوية والصلبة للبلاد بتوفير وتشييد الخدمات اللازمة والاساسية، وعلى الاقل لم يتكلم الناس عن الفساد والرشوة كما يتكلمون في ايامنا هذه.
بالطبع ليست آلية اختيار القياديين هي السبب الوحيد للفشل الحكومي في ادارة الدولة، انما افتقاد الحكومة لرؤية سليمة لادارة البلاد وعجزها المستمر عن محاسبة المقصرين من القياديين وافتقادها لزمام المبادرة تجاه المجلس، كلها عناصر ادت الى الكوارث الحكومية المختلفة التي اصبح المواطن بسببها (ما يدري وين طقاقه).
'كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته' حديث شريف لو تأمله الناس جيدا لفكر كل مسؤول مائة مرة قبل تصديه للمسؤولية العامة، ولكنها فتنة المنصب التي اسرت الناس وضيعت البلد.. فاللهم ول علينا خيارنا ولا تول علينا شرارنا والله الموفق
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك