محمد الجاسم الصقر ينعى جمال عبدالناصر فى ذكرى رحيله الـ37، ويعدد مواقفه وعلاقاته القوية مع الكويت، وطرده لصدام حسين من مصر

زاوية الكتاب

كتب 507 مشاهدات 0



»الخبر الحزين«
كتب:محمد عبدالحميد الجاسم الصقر
معلومات متواضعة للأجيال الحالية عن بعض رجال أمتهم وعالمهم العربي المحيط بهم نوردها فقط بكل تجرد وبعيدا عن الخلط الحاصل حولنا بالذات في هذه الأوقات وبمناسبة مرور »37 سنة« على وفاة رجل من رجال هذه الأمة وتحديداً بتاريخ 28 سبتمبر 1970، الساعة الخامسة بعد ظهر هذا اليوم حيث اذيع الخبر الحزين عبر إذاعة القاهرة قلب العالم العربي بوفاة الرئيس والزعيم الخالد »جمال عبدالناصر حسين«، من مواليد 1918 والده موظف في هيئة البريد المصرية، قريته بني مرة في أقصى صعيد مصر العزيزة، شريكة حياته سيدة بسيطة هي »فتحية كاظم عبدالحميد«، أبناؤه خالد وعبدالحميد وعبدالحكيم وبناته هدى ومنى، حياته كفاح في كفاح أنهى سنواتها عن عمر يناهز »52 سنة« تقارب في أرقامها سنة تحركهم العسكري كضباط أطلق عليهم تسمية »الضباط الأحرار« غيروا بذلك مجرى التاريخ المصري من نظام ملكي الى جمهوري بكل زخمه الإيجابي والسلبي، لكنهم صنعوا تاريخاً حديثاً لوطنهم وأمتهم لاتزال آثاره بعد تلك السنوات السبع والثلاثين هي عمر ذلك الزعيم الخالد في كفاحه قائمة، وعقبة ذلك الزعيم العربي البارز أنه تبنى شعار محاربة الصهيونية التي تحتضنها دولة إسرائيل ولمن ورائها من قوة كبرى لها جذورها في امريكا وأوروبا وعالم آخر اختصر أعمار وكفاح زعماء كثيرون ساروا على نهج »جمال عبدالناصر« للمحاربة من أجل أمتهم وشعوبهم كما حصل للزعيم الخالد يوم ولادته حتى وفاته.
أما مواقفه المعروفة وخوضه حروباً وتجارب دون مكاسب فرضتها ظروف تلك الفترة العصيبة رغما عن إرادته فهي حرب »48« داخل فلسطين بداية تجاربه العسكرية ثم حرب »54« بداية مسؤولياته ثم »56« الثلاثي ثم نصرة اليمن في أوضاعها المعروفة وقمة كل ذلك »الضربة »القاضية« عام 1967م لثمرة ذلك الكفاح المجابهة المباشرة مع اسرائيل لنصرة سورية واجزاء من الاردن والجبهة المصرية حيث انتهى كل ذلك التاريخ بهزيمة كريهة للامة كلها بأوضاع داخلية عربية وخارجية اجنبية دولية غير متكافئة اثرت على كل الاجيال في تلك الفترة. ولا شك ان موقع هذا الرجل المكافح وسط اجواء بوليسية تحكمها فرق استخبارات محيطة به جعلت كل ملامح ذلك التاريخ تتحول من ابيض الى اسود، فهو في آخر خنادق كفاحه لتصفية »مجزرة ايلول الاسود« بين »جبهة فلسطينية برئاسة عرفات« داخل »الاردن« والسلطة الرسمية للمملكة الاردنية الهاشمية نتج عنها ما نتج من خسائر لكلا الفريقين تدخل ذلك الزعيم الخالد يجمع كل الفرقاء المتحاربين برعاية عربية شكلت قمة القاهرة وكان للكويت ايادي بيضاء مباشرة في تكليف قيادتها آنذاك لحسم ذلك الصراع ـ ذلك »الضربة القاضية« عام 1967م لثمرة ذلك الكفاح المجابهة المباشرة مع اسرائيل لنصرة سورية واجزاء من الاردن والجبهة المصرية حيث انتهى كل ذلك التاريخ بهزيمة كريهة للامة كلها بأوضاع داخلية عربية وخارجية اجنبية دولية غير متكافئة اثرت على كل الاجيال في تلك الفترة. ولا شك ان موقع هذا الرجل المكافح وسط اجواء بوليسية تحكمها فرق استخبارات محيطة به جعلت كل ملامح ذلك التاريخ تتحول من ابيض الى اسود، فهو في آخر خنادق كفاحه لتصفية »مجزرة ايلول الاسود« بين »جبهة فلسطينية برئاسة عرفات« داخل »الاردن« والسلطة الرسمية للمملكة الاردنية الهاشمية نتج عنها ما نتج من خسائر لكلا الفريقين تدخل ذلك الزعيم الخالد بجمع كل الفرقاء المتحاربين برعاية عربية شكلت قمة القاهرة وكان للكويت ايادي بيضاء مباشرة في تكليف قيادتها آنذاك لحسم ذلك الصراع ـ بجهود مشتركة عربية يرعاها جمال عبدالناصر المنهك قلبا وقالبا من هموم امته انتهت بعد توديعه للمغفور له باذن الله أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح في مطار القاهرة فارق الحياة بعدها بساعات قليلة مودعا زخم هذا العالم من خندق كفاحه عام 1970 في ذلك الشهر الحزين. ومن لم يتذكر مواقف عبدالناصر المباشرة مع بلدنا الحبيب نقول انها كثيرة وكبيرة جدا المباشر منها وغير المباشر ففي عهد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله السالم الصباح امير دولة الكويت وباني نهضتها الحديثة وعهد استقلالها ترصد لوطننا حاكم اهوج قاد ثورة العراق هو »عبدالكريم قاسم« حيث بدأ تهديده لنا كدولة مع اول اسبوع استقلالنا اوقف جمال عبدالناصر ذلك التهديد بانذار مباشر لحماية بلدنا الحبيب عن طريق جامعة الدول العربية في قمة قوتها في ذلك التاريخ اوائل الستينيات وكان للرئيس عبدالناصر الموقف الاكثر صلابة لوقف ذلك العبث، وتخالط بعدها العمل التلاحمي ما بين الشعبين والقيادتين في كل ظروف تلك الفترة بالروح والدم كفاح تشهد له ايامه. ولمن لا يعرف معلومة طرد »صدام حسين التكريتي« اللاجئ السياسي في الستينيات من »مصر الجمهورية العربية المتحدة« آنذاك بعد ارتكابه جريمة قتل مع عصابة معه تم بشأنها تحقيق رسمي عاجل انتهى بطرد ذلك المجرم المحترف بأوامر من الزعيم الخالد »جمال عبدالناصر« خارج الجمهورية بأسرع وقت، وكذلك طرد رأس الافعى البعثي ميشيل عفلق مهندس المشاكل السياسية ما بين القطرين السوري والمصري فترة الوحدة والانفصال تم بأوامر مباشرة من رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنذاك جمال عبدالناصر، تلك هي بعض المواقف التي لها ملامح ايجابية لمن لا يعلم دور هذا الزعيم المتحمل هموم امته ومصر شعبه الذي عانى الكثير مع زعيمه في تلك الفترة لكل الظروف مرارتها وحلاوتها بانتصارات سجلها التاريخ للشقيقة الكبرى مصر الكنانة، وما »مشروع السد العالي« الصمام الاكبر لاستمرار الحياة على ضفاف نيلها الا بجهود مشهودة لذلك الزعيم الخالد حتى هذه اللحظة، وكذلك قضايا مصيرية اخرى كالاصلاح الزراعي وقوة مصرف عالم دول عدم الانحياز والاسرة الدولية بكل ما يعني العالم والوطن العربي من قضايا مصيرية فإن لمصر الكلمة المسموعة، لقد عاش ذلك البطل المخلص لأمته كل فترات حياته بتوترات متعاقبة ومستمرة لرفع شأن وطنه وامته قولا وعملا بل كان خط التضحية في كل ذلك هو الغالب لمعظم ادوارها ولحظاتها، لم يكسب منها جمال عبدالناصر رصيدا ماليا في حسابه الشخصي لا له ولا لاسرته واقاربه من قريب أو بعيد كما هو الحال لبعض رؤساء الدول ومسؤولي اوطانهم لكنه دخل نظيفا وغادرها بمثله، ولا شك فإن ايجابيات فترة حياة هذا القائد العربي الاقليمية والعربية والدولية هي العامل المشترك لتحديد دور وجودة ولمن تعاقب على قيادة بلده من بعده وكذلك امته العربية، حتى ان بعض من خالفه الرأي واختلف معه جماعات أو افراد بعد وفاته يتخوف حتى من ذكر ذلك الزعيم الخالد على الرغم من ايجابيات وسلبيات ذلك الدور الكبير الذي لعبه الرئيس جمال عبدالناصر لتلك القيادة البارزة، وذلك الكفاح الذي شهد له العدو قبل الصديق بأنها فترة لا تنسى من فترات الكفاح القاسي الذي عاشه الزعيم الخالد جمال عبدالناصر يرحمه الله ويغفر له كل ما لم يتمكن من تحديد سلبياته اثناء حياته الصاخبة بمشاكلها الداخلية والخارجية والله المستعان.
الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك