تجميد احسان أو فصل اليحيى أو ايقاف راتب المطيري، لن تثنيهم عن كلمة الحق برأي نواف الفزيع
زاوية الكتابكتب نوفمبر 4, 2010, 1:02 م 1351 مشاهدات 0
مـداولة
مـا نتـربـى!
كتب المحامي نواف سليمان الفزيع
على ان التربية سمو خلقي واصلاح نبيل للنفس البشرية الا ان بلطجية الفساد في الكويت صارت تستخدم منهج «التربية» في غير موقعها الحقيقي.
«التربية» وهي هنا ليست وزارة تربية السيدة موضي الحمود بل لسان حال حزب كبير في الكويت اسمه حزب الفساد كل ما تجرأ عليه صوت من الاصوات الحرة بأي فعل تتهامس اصواتهم فيما بينهم راح نربيه!
و«راح نربيه» تعني اشياء كثيرة فقد تعني تجميداً كما حصل لأخينا «احسان عبدالله» بعد ان تجرأ وذهب للنيابة العامة يطلب التحقيق في (407) ملايين دينار صرفت من دون اساس قانوني على مولدات سكراب، بوعبدالله أو الأخ احسان اعتقد البعض انهم ربوه يوم تم تجميده لكن وبمفهوم بلطجية الفساد للتربي، احسان ما يتربى!
«راح نربيه» حصلت ايضا مع الأخ الكبير عبدالعزيز اليحيى الوكيل المساعد في ديوان المحاسبة والموظف الكويتي الوحيد في الكويت ويمكن بالعالم والذي فصل من وظيفته مرتين وعاد مرتين بحكم قضائي لأنه وبكل بساطة لم يقبل تعليمات من احد في مقولة الحق وتجرأ على قضايا فساد كثيرة من المدفع الصيني حتى مولدات 2007، بوسعود اعتقد البعض انه بفصله «سيتربى» ويكون عبرة لغيره ممن يجرؤ على ان يقف في وجوههم لكنه لن يتربى ولن نتربى بالمعنى الذي تريدونه.
وبالمعنى الذي تريدونه، تهديدات السجن وغير تهديدات السجن لن تثنينا ولن تربينا فنحن (ما نتربى) وما دام في اجسادنا نبض نظل على تحدينا، الامام ابن تيمية حينما اقتادوه للسجن قال لمريديه (ان سجنوني فهي خلوة وان نفوني فهي سياحة وان قتلوني فهي شهادة) وكأن الامام يقول «لن نتربى عن قولة الحق مهما فعلتم بنا»!
في الكويت الكثير من حزب «ما يتربى» والمضاد لحزب (الفساد) الاكبر عددا ونفوذا لكن ربع «ما يتربى» قناعاتهم تدفعهم وهي مدمية في حق فاسدين لا يفهمون مبدأ الا مبدأ الدينار والمنصب. لهذا، الحر الذي لا يتربى يوجع خوفا وألما ويجعل الفاسد في قلق ورعب مهما امتلك من ادوات وصلاحيات في بلد يحترم الفساد ويجازي الحر بكل سوء.
على مكتبنا مئات من الاوراق صدى شكاوى وتحديات كثرة من الشرفاء هم وقودنا ودافعنا لكثير مما نقوله، وهم بلسمنا من فيض الاحباط واليأس ومنها اوراق شكوى مكتوبة لموظف في وزارة الاوقاف اكتشف شبهة تواطؤ في عقود صيانة عن طريق شركة لأحد موظفي الوزارة.
(السيد الوزير املنا فيكم كبير بعد الله باعادة الثقة الى نفوس العاملين في القطاع والتأكيد لهم ان من يقف مع الحق ويرفض التجاوز على الاموال العامة جزاؤه التكريم والاحتفاء به وليس التهديد والتحقيق والتنكيل).
بهكذا ختم المهندس عبدالله فهد المطيري شكواه المقدمة الى وزير العدل والاوقاف بعد ان نال جزاء سنمار أو جزاء اللي ما يتربى لأنه تجرأ ورفض ان يسكت على باطل في وزارة تمثل الاسلام وليس في تصرفات البعض من مسؤوليها من الاسلام بشيء!
المهندس عبدالله تم نقله لأبعد ادارة في ابعد محافظة وتم ايقاف راتبه لأنه اخذ اجازة 3 ايام وبموافقة خطية من مدير ادارته الا ان البعض خرجوا له بتخريجة مفادها وجوب حصوله على موافقة من ادارة الشؤون الادارية والتي اصدرت كتاباً يؤكد عدم وجود هذا الشرط للموافقة على الاجازة.
جن جنون البعض ولا يزالون مصرين على ان يربوا المهندس عبدالله وبوعمر ايضا ما يتربى!
تجميد احسان أو فصل اليحيى أو ايقاف راتب المطيري لن تثنيهم عن كلمة الحق وعلى الرغم من ان الفساد اليوم صار يتقلد المناصب الحساسة ويترقى يوماً عن يوم الا اننا لن نسكت. اهل الكويت قديما كانوا يقولون (من كبر اللقمة غص فيها) ولقمة الفساد وما يفعله بمن يتحداه سيجعل الفاسدين يغصون فينا، صحيح ان الشرفاء الاحرار في البلد في مواجهة هؤلاء ليسوا سوى عظمة لكن العظمة بالبلعوم تذبح وتأكدوا ان كل ما زاد صراخهم وتنكيلهم زاد اصرارنا وايلامنا لهم. بالسابق مع وجود الفساد كانت هناك حشيمة ومستحى واليوم لا حشيمة ولا مستحى! ترى كيف سيكتب التاريخ عن هذا الفارق؟ وكيف سيكتب عن الفساد؟. عزاؤنا وسلوانا اننا سنكون شهود ملك امام ملك الملوك حينما يقتاد كل واحد فيهم لمصيره بجريرة عمله ويؤتى بنا نشهد على كل واحد اقتطع قطعته من النار بما فعل من ظلم وحماية للفساد.. وتذكروا احنا ما نتربى!.
المحامي نواف سليمان الفزيع
تعليقات