ناجي الزيد يستغرب تصريحات موسى الصراف أنه 'ماكو' فساد فى البلدية، ويصر على أن الفساد فى البلدية للركب

ماكو فساد.. الله يبشرك بالخير 
 

  الصراف: 'ماكو' فساد في البلدية ومتى ما رأينا المفسدين سنعاقبهم.. (الراي: 2007/10/2).
سمو الأمير عندما كان رئيسا للوزراء قبل عدة سنوات ليست ببعيدة: 'فساد البلدية ما تشيله البعارين'.
وزيرالدولة لشؤون البلدية السيد موسى الصراف ليس من عادته اطلاق التصريحات على عواهنها! فهو في معظم الاحيان عقلاني في تصريحاته، لكنه هذه المرة اخطأ خطأ جسيما، فليست هناك مؤسسة او وزارة ليس فيها فساد.. فما بالك بالبلدية الرائدة بفضائحها عبر عقود من الزمن وستبقى على المنوال نفسه ما دام وزيرها الذي عقد الكثيرون الآمال عليه بالإصلاح يصرح بأنه لا يوجد فساد في البلدية على الاطلاق، وهو الذي لم يمض عليه عام كوزير في حكومة ازداد الفساد خلال ادارتها للبلاد (16 نقطة) وفق مقياس الشفافية الدولي الذي يصنف الدول وفق مؤشرات الفساد بها! تقوم الحكومة من خلال وزرائها اخيرا بتحدي من يتكلم عن الفساد بأن يكشفه او انها، أي الحكومة، ستحيل من يتكلم عن ذلك الى القضاء لاطلاقه التهم من دون سند..!
ولكن الحكومة تعلم ايضا ان من يتحكم بالدليل المادي على الفساد هو المفسد او من يغطي عليه او من يشاركه في هذا الفساد من موظفين او منتفعين، وانه من الصعب ان يتقدم مواطن بأدلة دامغة على الفساد ما لم يتعاون معه اي وزير اصلاحي أو أي متنفذ في الوزارة.. وإذا حدث واكتشف موظف اي فساد، وباح به فسيكون مصيره الحرمان من الترقية والتجميد الوظيفي، فيضطر في النهاية إلى ان يساير المفسدين ويسكت عن فضائحهم، بل قد يضطر إلى مشاركتهم في هذا الفساد ليحافظ على وضعه الوظيفي على الاقل.
لم نتوقع هذا التصريح (غير الواقعي) من الوزير الصراف، وكنا نتوقع منه ومازلنا 'نبش المخشوش' من فساد البلدية كغيرها من الوزارات، فلن يصدق عاقل ان البلدية 'ماكو' فيها فساد.. بل فيها فساد.. وفساد كما افاد سمو الامير، وكما هي الحال في بقية المؤسسات والوزارات، وقد ينالها النصيب الاكبر من الفساد.. ولا يكفي ابدا ان يكون الوزير.. أي وزير كالنعامة التي تخفي رأسها في الرمال لكي لا ترى ولا تسمع شيئا.. فالرمال الكويتية افسدتها براميل البلدية.. ومازالت رمالها وخدماتها عرضة للسلب والنهب مع تطور الاساليب و'بجاحة المفسدين' عندما يأمنون العقوبة، لذا نأمل في ان تصريح الوزير الصراف ليس الا 'زلة لسان' ونتمنى عليه ان يعمل بجد للاستماع الى المخلصين من العاملين في البلدية ليكتشف مواضع الفساد ويقضي عليه.. ولنقرأ التصريحات الواقعية.. فاذا كان سمو الامير، حفظه الله، صرح بوجود الفساد في البلدية فكيف الوزير الصراف ينكر ذلك وهو الذي لم تمض عليه في الوزارة مدة سنة؟!
د. ناجي سعود الزيد