عماد السيف مشيدا بإلغاء مكتب خدمة المواطن، يطالب بفزعة لنوريه لأنها متخصصة وشجاعة ومخلصة ونقية النفس والسيرة، متحدرة من بيت كريم جبل على احترام القيم الدينية والوطنية

زاوية الكتاب

كتب 632 مشاهدات 0


وقفات أمل وألم
06/10/2007  عماد السيف
وقفة (1):
حديث مصادر حكومية عن توجه مجلس الوزراء لاصدار مراسيم الغاء مكتب خدمة المواطن وتحويل جهازه الى العمل على تحقيق أغراض أخرى كمراقبة قرارات الحكومة وتنفيذ برامجها، كما أشير إليه في التصريح المنشور في 'القبس' قبل ايام، هو بالفعل خطوة في الاتجاه الصحيح كما أشار بصدق النائب الفاضل عادل الصرعاوي. عند بداية تأسيس هذا الجهاز ورغم عدم الاقتناع بفكرته ودوره أيدنا الهدف الذي اعلن عنه عند إنشائه، وهو محاربة الفساد والرشوة المتفشيين في الاجهزة الحكومية. وكتبنا يومها أنها مهمة صعبة ولكن لا مانع من مباركة اي جهد جديد يصب في معركة محاربة الفساد في أجهزة الدولة.
ولكن التجربة العملية اثبتت تحول دور هذا الجهاز من محاربة الفساد الإداري وظواهر المحسوبية والرشوة في الاجهزة الحكومية الى ملجأ وبؤرة للافساد السياسي! وخدمة نواب الفساد والسهر على قضاء حوائجهم! وتنفيذ وساطاتهم غير القانونية. وانحرف جهاز خدمة المواطن عن هدفه النبيل الذي كان وراء إنشائه الى سبة في جبين الديموقراطية ودولة المؤسسات الدستورية! التي لا مكان فيها من الاعراب لمثل هذه الأجهزة! التي يصطدم وجودها أصلا مع السلطة القضائية المستقلة وجهاز النيابة العامة الأمين على الدعوى العمومية وجبهة مواجهة الفساد بكل أنواعه، ولعل التحقيق الذي يجريه مجلس الأمة وأنشأ من أجله لجنة تحقيق برلمانية خاصة في الدور الذي لعبه هذا الجهاز في الانتخابات السابقة، واصدار توصية بوقف رئيسه عن العمل حتى الانتهاء من التحقيقات في وقت سابق يؤكد ما أسلفنا قوله!
أتمنى ان يتوج التوجه الحكومي بالغاء هذا الجهاز بقرارات فعلية للقضاء على اي احتمالات مستقبلية لعودة الجهاز للعب الدور التخريبي نفسه وتحويل كوادره وموظفيه الى العمل والاجتهاد فيما ينفع الحكومة والكويت وتكريس احترامنا للنظام الديموقراطي!

وقفة (2):
لماذا يحرص البعض من النواب على تكريه الكويتيين بالمجلس؟! ولماذا يصر هذا النفر من النواب على تكفيرنا بالديموقراطية والدستور باعتبارهما السبب في ايصال مثل هذه النوعية من النواب الى بيت الأمة؟! هل يعقل أن تثار كل هذه الحملة على وزيرة التربية نورية الصبيح لأنها مارست حقها في محاسبة موظف في وزارتها لم يكن على قدر المسؤولية؟! وهل يملك النواب التدخل في صلاحيات الوزيرة ومحاسبة أي موظف أو إحالته للتحقيق أو حتى نقله؟!
هل يعقل أن نطالب باستقالة وزيرة متخصصة وشجاعة ومخلصة ونقية النفس والسيرة، متحدرة من بيت كريم جبل على احترام القيم الدينية والوطنية، لا لسبب سوى ازاحتها مسؤولا عن موقعه الإداري بسبب تقصيره وتحويل الأمر الى اتهام بالعنصرية والطبقية؟!
كل المؤشرات تقول ان وزيرة التربية تتعرض لحملة منظمة من التحريض والتشهير لدفعها الى الاستقالة، وهذه الحملة لا علاقة لها بالتأكيد بالمصلحة العامة او تفعيل صلاحيات النواب أو دفاعا عن المؤسسة التعليمية، فالأمر في حقيقته موقف خاص لدى هؤلاء النواب من شخص نورية الصبيح وصلابتها في الدفاع عن قراراتها ومواقفها السياسية ورؤيتها لاصلاح الجسم التربوي والتي لا تتناسب مع توجهات ومصالح هذا النفر من النواب، الذين حولوا الوظيفة النيابية الى مصدر للابتزاز السياسي وتحقيق المنافع الشخصية والانتخابية!
المطلوب فزعة شعبية مع أم عادل على طراز الفزعة الشعبية مع الدكتور أحمد الربعي، شفاه الله، أثناء توليه حقيبة التربية، فالخصم المستأسد والشرس في كلتا المعركتين واحد، وهو التخلف والفساد والنظرة الدونية إلى المرأة الكويتية!
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك