علي البغلي يتمنى لو أن الطبطبائي يخاطب المسئولين والشعب الكويتي بنفس لغة التبجيل والاحترام والأدب التي خاطب بها أسامه بن لادن في رسالة وجهها له قبل ايام عبر الصحافة

زاوية الكتاب

كتب 620 مشاهدات 0


كبير العالم!
06/10/2007  هناك مثل يقول: إذا لم يكن لجماعة او عائلة كبير فعليهم شراء شخص كبير، والكبر هنا بالمقام والحكمة وليس بالسن.. وكل مجتمع يجب ان تكون له مرجعية، صغر أم كبر، من المجتمع العائلي الى مجتمعات رجال الأعمال والسياسة، والدول التي تحتكم إلى رؤسائها فيما يشجر بين أفرادها ومؤسساتها من خلاف.. وهكذا المجتمع الدولي الذي جرب العالم ان يتم تصفية خلافاته من خلال عصبة الأمم ومنظمة الأمم المتحدة.. لكن قرارات تلك المنظمات الدولية والإنسانية كانت بأغلبيتها بلا اسنان ولا فاعلية.. لذلك كان لزاما أن تتواجد قوة عظمى لكي تفرض النظام في المجتمع الدولي.. وهي غالبا ما تكون قوة مكروهة من قبل مثيري المشاكل والقلاقل والحروب.. وكان ان اخذت الولايات المتحدة لما تمثله من ثقل اقتصادي وعسكري جبار هذا الدور فحسمت، من خلال تدخلها، معضلات كونية واقليمية كثيرة مثل الحرب العالمية الثانية وتحرير الكويت والبوسنة وأفغانستان وغيرها الكثير.
في عملية تحرير الكويت من احتلال صدام المقبور قال المتنطعون ان الولايات المتحدة، في شن الحرب ومناوأة صدام في الإصرار على استمراره باحتلال الكويت وضمها له بمحوها من الخارطة وتعديل الحدود السياسية بالقوة، كان دافعها في ذلك هو البترول.. مع أن صدام، كما رأينا ونرى من مذكرات احبائه واصدقائه، انه عرض كل بتروله وبترول الكويت على الولايات المتحدة بأبخس الأثمان، ومع هذا لم يفت ذلك في عضد الولايات المتحدة التي حشدت له الجيوش وهاجمته بضراوة وحاصرته ودخلت عقر داره عام 2003 حتى اراحت العالم منه في هذا العام المبارك مرة وللأبد.
الولايات المتحدة هاجمت صرب البوسنة في أوروبا وناصرت مسلميها في البوسنة او يوغسلافيا التي لم يكن فيها بترول.. الولايات المتحدة خلصت العالم من كل شرور نظام طالبان في أفغانستان التي ليس فيها نقطة بترول! الولايات المتحدة ممثلة بالرئيس جورج دبليو بوش في خطابه الأخير في الأمم المتحدة ركز على الوضع في ميانمار أو بورما، وبطش العسكر بأبناء ذلك الشعب وقتلهم وقمعهم بدم بارد، وانتهاكات حقوق الانسان التي تحدث منذ سنوات في ذلك البلد المنسي.. مع أن بورما او ميانمار لا تحوي اي بئر نفط! لكن الولايات المتحدة بغض النظر عن جعجعة المجعجعين ترى نفسها كبيرة هذا العالم، ومسؤولة عن ردع مثيري القلاقل فيه.. ولا عزاء لمن يتبنى نظرية المؤامرة في كل صغيرة وكبيرة وينسب كل هزائمه وفشله على كل الاصعدة إلى الولايات المتحدة 'كبيرة هذا العالم شئنا أم أبينا'.
ونحن لا نقول هنا ان تدخلات الولايات المتحدة في كل تلك الأمور كانت تدخلات حكيمة، ومخططا لها بحنكة وتدبير.. لا بل ان العكس هو الصحيح في أكثر من مثال كالعراق وأفغانستان.. ولكن يظل ما قامت به الولايات المتحدة في هذه الدول من أمور لا يجرؤ على ان يضطلع بها أي نظام دولي آخر، فليس هنا قرين أو بديل للولايات المتحدة في هذا العالم المضطرب.
.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

هامش:
الخطاب العاطفي المنشور الذي وجهه نائب كيفان لكبيرهم سيئ الذكر اسامة بن لادن، حوى الكثير من كلمات وعبارات التبجيل والتعظيم والاحترام والأدب، نتمنى من النائب الصاخب ان يخاطب ابناء هذا الشعب ومسؤوليه الرسميين بمثل تلك العبارات الراقية الرصينة التي لم نتعودها منه! وما نقول إلا الله يسامحكم يا أهل كيفان مرة أخرى وأخرى.. وأخرى.
علي أحمد البغلي
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك