حتى لايكون هناك نائب يمثل (السلفيين) وآخر يمثل (الإخوان).. نبيل العوضي يتمني فصل الجماعات الدعوية الإسلامية عن العمل السياسي الإسلامي
زاوية الكتابكتب مايو 17, 2010, 11:15 م 2089 مشاهدات 0
إلى الإسلاميين السياسيين
كتب نبيل العوضي
2010/05/17 09:56 م
- مازالت بعض الحركات والجماعات تتحسس من قواعدها في المناطق الخارجية
أظن الكثيرين من المراقبين للشأن السياسي المحلي يوافقونني الرأي في تدني أداء الكثير من نواب مجلس الأمة الحالي، وهذا لا يعني أن جميع الأعضاء يشملهم هذا الحكم ولكن الكثيرين من النواب الذين ساء أداؤهم في هذا المجلس غطى على القلة التي تعمل باجتهاد وإخلاص لترجع المجلس الى جادة الصواب.
هذا الرأي يشمل – وللأسف – بعض النواب الإسلاميين الذين قل أداؤهم في مجلس الأمة فلم يصلوا الى طموح ناخبيهم أو انحرف مسارهم عن الهدف الأساس الذي من أجله تم إيصالهم الى مجلس الأمة، وأنا لا أخص بعض الإسلاميين في ضعف الأداء وضياع الأولويات ولكني أعمم حديثي على الإسلاميين وغيرهم من الأحزاب والكتل الأخرى، فالأكثر هو الذي يتخبط في أولوياته وأدائه في المجلس ومع هذا فأنا أوجه حديثي للعاملين في المجال السياسي من الإسلاميين فلعل الصوت يصل ولعل النصيحة تؤتي ثمارها.
إن وصول بعض الإسلاميين الى قبة البرلمان لم يكن بسبب قوة تواجدهم في دوائرهم الانتخابية أو بسبب خبرتهم السياسية الكبيرة أو بسبب عوامل منطقية أخرى، لكنه في الغالب بسبب الطبيعة المحافظة والمتدينة للناخب الكويتي والذي – بحمد الله – يقدم المصلحة الدينية على أي مصلحة أخرى إذا تعارضت، والناخب الكويتي عند المقارنة بين مرشحين لا يرى فيهما فرقاً كبيراً في الخبرة السياسية أو المهارات والقدرات المهمة لنيابة الأمة فإنه يرجح – في الغالب – المتدين المحافظ على دينه على غيره، وهذا أمر محمود من الناخبين لكنه لن يستمر إذا تفاوت الأداء السياسي وانخفض أو ساء من قبل بعض السياسيين الإسلاميين، فهناك حد أدنى من الدين والالتزام به سيكتفي الناخبون به ثم سيكون الاختيار لاعتبارات أخرى إذا ظل الوضع على ما هو عليه.
كنت أتمنى لو تم فصل الجماعات الدعوية الإسلامية عن العمل السياسي الإسلامي، فلا يمثل النائب الإسلامي أي كتلة دعوية بمنهج معين، فلا هذا يمثل (السلفيين) ولا ذاك يمثل (الإخوان)، فالعمل السياسي له ضوابط وأحكام تختلف عن العمل الدعوي والتربوي، وقياديو العمل الدعوي التربوي ليس بالضرورة يستطيعون قيادة العمل السياسي وكذلك قياديو العمل الإغاثي الخيري أو الإعلام الديني أو غيرها من المجالات، فلكل وجهة هو موليها، وربما كان ارتباط العمل السياسي بقوة في العمل الدعوي أثر بصورة سلبية عليه وكان يمكن تفادي حتى الأسماء المشتركة مثل «السلفية» وغيرها حتى لا يؤثر العمل السياسي على العمل الدعوي.
هناك نواب لا يحسبون على الجماعات الإسلامية لكنهم أشد محافظة من غيرهم، ولا يعارضون أي أولويات من أولويات العمل الإسلامي السياسي، بل ربما يكون بعضهم أشد حرصاً على أسلمة القوانين ومحاربة بعض المظاهر غير الشرعية في المجتمع وإن لم يكن من النواب الملتحين، فلم لا يتشكل عمل إسلامي سياسي محافظ يشترك فيه الكثيرون ممن يريد إنقاذ البلاد من الفساد وتنميتها وتطويرها وفي نفس الوقت الحفاظ على هويتها ودينها الإسلامي، وربما يكون هذا العمل المشترك نواة لكتلة محافظة واعية همها الحقيقي هو الإصلاح العام لا مصلحة جماعة بعينها.
بعض الجماعات الإسلامية مازالت تعتمد على «الحرس القديم» في جميع قراراتها بل وأعمالها وقياداتها، ولهذا لا نجد من الشباب العاملين في العمل السياسي إلا النزر اليسير ولا يتم الأخذ بآرائهم او استشاراتهم في القرارات المصيرية لحجج كثيرة، فأين تجديد الدماء وإشراك الشباب في العمل السياسي الحقيقي؟
مازالت بعض الحركات الإسلامية والجماعات الدعوية تتحسس من قواعدها في المناطق الخارجية، وإن كان هناك محاولات جادة لإدماج ابناء القبائل مع أبناء العوائل الذين كانوا يقودون العمل السياسي لسنوات طوال، لكن هذه المحاولات الجادة ليست كافية ولابد من إشراك المناطق الخارجية مع المناطق الداخلية في اتخاد جميع القرارات السياسية، فالجمعيات الإغاثية والمراكز الدعوية لا علاقة لها بالعمل السياسي المحافظ، ولا يعني نمو الوعي السياسي عند أبناء القبائل انحسار سيطرة بعض العوائل على الجمعيات الإسلامية الخيرية، وهنا نعود الى الاقتراح الأول من وجوب فصل العمل الدعوي والخيري عن العمل السياسي فلكل ظروفه وطبيعته.
صحيح أن التركيبة الاجتماعية عندنا تختلف عن الدول الأخرى التي نجحت فيها الكتل المحافظة في السيطرة على المجالس السياسية وذلك لعدة عوامل ولكن مع هذا فإن الأمل معقود على الشباب الإسلامي المحافظ سواء كان من المنتمي للجماعات الإسلامية أو من أفراد الشعب غير المنتمي لأي جماعة، وسواء كان من الملتحين أو من غير الملتحين وسواء كان من الحضر أو البدو وذلك بأن تتآلف أفكارهم وأهدافهم ويتم تنسيق الأعمال بينهم وتحديد أولوياتهم لخوض عمل سياسي مشترك تتحدد فيه المعالم وتتضح فيه الرؤية فيحوزوا على ثقة الشعب الذي ملّ من أصحاب المصالح الضيقة على مصلحة الأمة.
لا يعني انتقادي للعمل الإسلامي السياسي أنني لست معهم في الكثير من إنجازاتهم ومشاريعهم التي نفعت البلاد وحفظتها من شر بعض «المتحررين» الذين يسعون لتغريب الأمة وسلخها عن هويتها، بل إن بعض الإسلاميين وإن أصابه الوهن فهو أفضل بكثير من غيره ممن ليس همه إلا التكسب والثراء من خلال الكرسي أو نشر أفكار تحرر المجتمع من دينه أو أهداف خطيرة أخرى، وأنا كما ذكرت حريص على عمل سياسي محافظ يبدأ من الآن ليخوض الانتخابات القادمة بثقة وبإذن الله إذا صلحت النوايا فالله سيعين أصحابها.
???
الومضة «العشرون»: قال «الشافعي» رحمه الله: «ليس سرور يعدل صحبة الإخوان ولا غم يعدل فراقهم».
نبيل العوضي
تعليقات