باستثناء السعدون.. الدعيج يرى أن معارضي الحكومة الجدد يفتقدون الرأي والاتجاه وحتى الطرح السليم
زاوية الكتابكتب مايو 19, 2010, 12:50 ص 1351 مشاهدات 0
رابية بين عميان
كتب عبداللطيف الدعيج :
تصريحات السيد وزير المواصلات الناطق الرسمي باسم الحكومة حول جاهزية الحكومة للتصدي للاستجوابات وترحيبها غير العادي بها ناتج، في نظري، عن سوء تقدير لقوة الحكومة ولجاهزيتها المزعومة. حكومتنا بعد ان توفقت في التصدي للاستجوابات الاربعة التي نوقشت في يوم واحد في تكتيك سياسي واضح لإفراغها من محتواها وعزلها عن الرأي العام الشعبي الذي كان يعتمد عليه النواب المستجوبون، بعد هذا التوفيق المفاجئ اصبح لدى الحكومة، وربما الوزير البصيري بالذات، شعور وهمي بالتفوق وتقدير غير دقيق لقوة الحكومة وتماسكها في مواجهة اعضاء مجلس الامة.
اعضاء مجلس الامة، مع الاسف، صقّروا الحكومة على لا شيء طوال السنوات السابقة. لكنهم في النهاية تمادوا وتعدوا حتى قدراتهم المتواضعة فكان ان افتضح امرهم وفقدوا بريقهم وهالة القوة والقدرات التي اتشحوا بها طوال هذا الوقت. اعضاء مجلس الامة لم يكن لديهم غير الصراخ والملفات القديمة التي كانت تفتح في كل استجواب، والحكومة لم تكن تملك، مع الاسف، غير الخوف والشك في قدرة وزرائها على مجابهة الاستجواب والمستجوبين.
من الواضح الآن ان الحكومة بالغت في ردة الفعل تجاه الاستجوابات، ومن الواضح اكثر ان مجلس الامة، والحالي بشكل خاص، اضعف كثيرا مما يبدو. كما ان المعارضة الجديدة للحكومة تفتقد الشخصيات السياسية ذات الامتداد الجماهيري والسياسي العام. اذ باستثناء النائب احمد السعدون الذي هو اصلا من المعارضة التقليدية فان معارضي الحكومة الجدد يفتقدون الرأي والاتجاه وحتى الطرح السليم.
لهذا يمكن القول بثقة ان حكومة السيد وزير المواصلات، الناطق الرسمي باسم الحكومة، ليست بالقوة التي تبدو بها، او على الأقل التي يعتقد بوجودها السيد وزير المواصلات. الحكومة «قوية» او تبدو قوية من ضعف المجلس او بالاحرى بسبب عجز الذين تربوا على معارضتها بسبب او من دون سبب وهو الغالب على المعارضة الجديدة.
الحكومة باختصار لا تواجه احزابا او تجمعات سياسية، كما كان الحال في السابق مع المنبر الديموقراطي او التحالف الوطني او الحركة الدستورية الاسلامية. حاليا تواجه تكتلات مهلهلة اغلبها، او بالاحرى كلها، ذات «مطامع» شعبوية من السهل اصلا احتواؤها بقليل من السخاء المادي او احيانا بالوعود والتطمينات.. الخلاصة، الحكومة ليست بالقوة التي تبدو بها لانه ليس هناك قوى سياسية قوية في المجابهة او كما تقول الامثال «مابالحمض احد او انها رابية بين عميان».
عبداللطيف الدعيج
تعليقات