زايد الزيد يدعو النائب الطاحوس للإستقالة من لجنة تحقيق طوارئ 2007 ، ويفضحها لأن جبروت قوى الفساد سيجعل مصيرها مشابها لمصير سرقة الفحم المكلسن

زاوية الكتاب

كتب 3441 مشاهدات 0



استقل يالطاحوس !!

زايد الزيد

      يبدو أن اجتماعا للجنة التحقيق البرلمانية في فضيحة طواريء كهرباء 2007 سيعقد صباح هذا اليوم ، وهو أول اجتماع للجنة بعد أن جدد لها المجلس مدة عملها ستة أشهر أخرى ، وكان قرار أعضاء اللجنة بطلب التمديد ، قد جوبه باستغراب شديد جدا من جانب المتابعين لهذه القضية الفضيحة ، ذلك أنهم لم يجدوا مبررا لطلب التمديد ، فاللجنة بين يديها تقريرن من ديوان المحاسبة تم إعدادهما إبان عهد رئيسه الراحل الرجل العفيف النظيف براك المرزوق رحمه الله ، وهذان التقريران يلمان بكل تفاصيل الفضيحة ، ويحددان بشكل واضح المسؤلية عن ضياع 408 مليون دينار ! كما أن بين يدي اللجنة أيضا محضر اجتماع لمجلس وكلاء وزارة الكهرباء والماء ، وهذا بدوره يلقي بمزيد من الضوء على تفاصيل الفضيحة ذاتها ، وهناك آخيرا البلاغ المحكم الذي تقدم به بطل ديوان المحاسبة إحسان عبدالله للنائب العام !

      هذا من ناحية التقارير والمعلومات  ، أما من حيث الاجراءات الخاصة بهذه الفضيحة ، في عهد الرئيس الحالي للديوان عبدالعزيز العدساني ، فإنه شكل ، في سابقة غير معهودة في تاريخ عمل الديوان ، لجنة تدقق التقريرين المشار إليهما ، وكنا كتبنا في حينها عن هذه الفضيحة ، حيث لا يصح من حيث المبدأ أن تشكل لجنة تدقق في أعمال قطاع كامل متخصص ، ناهيك عن وجود أعضاء في هذه اللجنة من موظفين بعضهم يتبع مسؤول متورط في الفضيحة ، بينما بعضهم الآخر محسوب على ذلك المسؤول المتورط ! ومن حيث الاجراءات أيضا في ' العهد الجديد ' للديوان ، فإن البطل إحسان تم تجميده عن العمل وسحبت من يديه كل الملفات والموضوعات والقضايا التي كان يشرف عليها ! ولازلنا في الاجراءات ، حيث توج العهد ' الجديد ' للديوان ، قرارته الخاصة بهذه الفضيحة ، بإحالة وكيل القطاع المختص الذي أصدر التقريرين عبدالعزيز اليحيى للتقاعد ! ( يالمناسبة القضاء الاداري حكم لليحيى في حكم أول درجة قبل نحو شهرين ، ببطلان قرار احالته للتقاعد ) .

      كل هذا ، كان ولازال ، أمام لجنة التحقيق طيلة ستة أشهر ، لذلك فإن من حقنا أن نرتاب ونشك ، جراء طلب تمديد عمل اللجنة لستة أشهر أخرى ! نقول هذا أولا ، لأن الفساد طال مجلس الأمة أيضا في السنوات الآخيرة ، ونقول هذا ثانيا ، بعد أن شهدنا ثلاثة مجالس ( فصول تشريعية ) تتعاقب على التحقيق في فضيحة الفحم المكلسن من دون أن تنهيها ، ففي كل مرة تصل اللجنة فيها إلى النهايات ، وحيث لم يتبق إلا إعلان التقرير وإحالته للمجلس ، نفاجيء بحدوث أمور ' غريبة ' و ' دربكة ' يفتعلها بعض أعضاء اللجنة ، وتؤجل عملية إعلان التقرير حتى يين موعد حل مجلس الأمة ! حدث هذا في مجلسي 2006 و2008 !! ونقول هذا ثالثا لأننا رأينا بأعيينا في هذا المجلس ( 2009 ) ، كيف تم قبر لجنة التحقيق في قضية الفحم المكلسن ، بعد أن أعيتهم كل الحيل على مايبدو ، حيث عجزوا عن ابتداع حجة للتأجيل ! ليقوم المجلس ، ولأول مرة في تاريخه ، بإلغاء عمل لجنة التحقيق نهائيا ، وشطبها من المجلس ، قبل أن تستكمل مدتها ! والغريب هنا والمريب ، أنه اتفق على هذه الخطوة ، أضداد لم يجتمعا من قبل ، على قضية واحدة ، مهما صغرت ، حيث كان ديدن كل منهما مناكفة الآخر في كل ' المواقع ' المشتركة بينهما ، وتصيد أخطائه الصغيرة منها قبل الكبيرة !!

      لذا ، أود هنا أن أخاطب النائب خالد الطاحوس عضو لجنة التحقيق ، لأنني بصراحة ، لا ' أشره ' على أعضاء اللجنة الأربعة الآخرين ! أنت يالطاحوس عضو منتم لكتلة العمل الشعبي ، وهي الكتلة التي عرف عنها تصديها الصلب لقضايا الفساد ، وقد قال النائب الكبير أحمد السعدون زعيم الكتلة عن فضيحة طواريء 2007 بأنها وصمة عار على جبين المال العام ، وكذلك فعل ضمير الأمة النائب مسلم البراك ، كما أدان هذه الفضيحة أيضا زميلك في الكتلة النائب علي الدقباسي ، وفوق هذا ، فإنك قبل أن تصل للمجلس ، كنت تعرف كل تفاصيل هذه الفضيحة ، من خلال موقعك في الاتحاد الوطني للموظفين الذي كنت تقوده ، كما أن موقفك من فساد مصانع السموم التي تنفث فوق رؤوس سكان ضاحية علي صباح السالم ( أم الهيمان ) ، هو موقف مشرف يحسب في رصيدك ، وأنا أعتبر أن فساد تلوث أم الهيمان وفساد فضيحة طواريء 2007 هما عنوانين لقضية واحدة هي الفساد بالمجمل ، فالأولى يقع ضررها على صحة البشر ، والثانية تمثل تطاولا صارخا على المال العام !

      والجميع يرى أيها النائب الشاب ، أن مسار اللجنة اليوم ينحو في اتجاه يبعث على القلق ، وأنت تعلم يا ' بو مشعان ' أن قوى الفساد لديها من الوسائل والأدوات والأساليب في دفن جرائم فساد المال العام الشيء الكثير ، وما قضية فساد الفحم المكلسن ، إلا مثال صارخ على جبروت تلك القوى ، فثلاث لجان تحقيق في ثلاث مجالس متعاقبة لم تستطع أن تنهي  – أو لم تكن تريد أن تنهي – الفضيحة ! فإذا كنت ترى مثلنا هذا المسار المنحرف ، و أظنك كذلك ، فلست ملزما بالاستمرار في عضوية لجنة ، تماطل وتسوف ، في قضية فساد صارخ واضح المعالم ، لذا فأنا أنصحك – مخلصا – أن تبادر بتقديم بإستقالتك من عضوية اللجنة ، شريطة أن تشرح للأمة التي أنت أحد ممثليها ، كل خبايا هذه القضية الفضيحة ، و لا تجعل الآخرين يا ' بو مشعان ' ، يلحقون بك جزءا من التلوث ، الذي هم فيه غارقون ، خاصة و أنك في بداية الطريق ، فهذا هو الفصل التشريعي الأول الذي تشارك به ، كما أن عضويتك في هذه اللجنة هي التجربة الأولى لك في لجان تحقيق المجلس ، وما أدراك ما لجان تحقيق المجلس ، بعد أصبحت بفضل جبروت أهل الفساد والطغيان مقبرة لدفن جرائم فساد المال العام ، حتى لو كانت تلك الجرائم مثقلة بالأدلة والقرائن والبراهين !!

      ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك