جاسم الشمري يحمل السعدون جزءا من مسئولية تشويه العمل الديمقراطي ويطالبه بالإعلان عن طموحاته المشروعة

زاوية الكتاب

كتب 765 مشاهدات 0


لا يبدو أن نواب حماة الدستور سيلقون بأسلحتهم ويسلمون أنه ليس بالإمكان العودة إلى زمن إلغائه من قبل السلطة وذلك أن الحكومة لن تجد منبرا لتشويه العمل الديموقراطي بأفضل من نواب مجلس الأمة الحاليين الذين لا يفكر كثير منهم بآلية حكيمة لبناء مجتمع بناء وخلاق بقدر ما يفكرون بآليات تحفظ لهم البقاء في المشهد السياسي لأطول فترة ممكنة.

بطبيعة الحال فإن نواب حماة الدستور ليسوا هم المقصودين بتشويه العمل الديموقراطي غير أنهم يتحملون جزءا من مسؤولية بناء فلسفة عدم الثقة في المجتمع الكويتي، إذ رغم أن مستويات سياسية عليا أكدت على عدم وجود نية لتعطيل الدستور يستمر هؤلاء النواب في بث روح عدم الاطمئنان تجاه استمرار الحياة النيابية وصولا إلى انتهاء مدتها الدستورية المقررة.

جزء من المسؤولية يقع على كتف النائب أحمد السعدون إذ رغم أن شهادتي بوطنيته لن تقدم أو تؤخر في رمزيته التي صنعها على امتداد أربعين عاما ماضية ولن تقدح ولو قيد أنملة في تاريخه النضالي إلا أن ذلك لا يمنع من القول ان عدم تبديد شائعة رغبته في حل مجلس الأمة للوصول إلى انتخابات مبكرة تمهد له فرصة جديدة للارتقاء إلى سلم رئاسة البرلمان يلقي بظلال من الشك كبيرة على مجمل تحركات القوى الوطنية وذلك ان كلا الأمرين إشاعة والمقصود إشاعة حل المجلس وإشاعة رغبة السعدون في حل المجلس فلماذا يتم التركيز على الأولى وتهمل الثانية دون تفنيد.

إذن ما المطلوب: الأمر في ظني بسيط إذ رغم أن طموحات السعدون مشروعة وليست جناية في حد ذاتها إلا أن ذلك لا يمنعه من عقد مؤتمر صحافي يطرح فيه بشفافية أن موضوع رئاسة البرلمان حسم هذه الدورة وأنه سوف يحاول الكرة في الدورة المقبلة التي ستأتي بعد ثلاث سنوات وأنه وحتى تلك اللحظة يرفض حل مجلس الأمة حلا دستوريا أو غير دستوري وأنه ضد أن تستغل أطراف داخل السلطة وخارجها موضوع طموحاته السياسية لتشيع أنه يحاول تأزيم الأوضاع السياسية للوصول إلى مبتغاه وأخيرا فإن ما يمارسه من عمل رقابي لا يعدو كونه أحد المهام الأساسية لوظيفته البرلمانية.

نعم أعي أن كل ما طرح أمر بدهي غير أن البدهي لم يمنع ربنا عز وجل من القول في كتابه الكريم: «فذكّر إن الذكرى تنفع المؤمنين»، فهل يذكر السعدون مؤمني العمل الديموقراطي ويقطع دابر الشائعات، هذا هو المأمول ولا بأس من المحاولة حتى وإن لم يستسغها الآخرون.
النهار

تعليقات

اكتب تعليقك