نحن هنا في هذه البلاد، أرواحنا محبوسة، وان كانت اجسادنا حرة.. صالح الشايجي يشكر المتعاطفين مع الجاسم ويستغرب وقوف مبتدعي قوانين وأد الحريات وحبس الأمة بينهم

زاوية الكتاب

كتب 1464 مشاهدات 0


 

احبس جسدي وأطلق روحي

صالح الشايجي

حبس الروح اشد ألما ومرارة من حبس الجسد وهو الحبس الحقيقي للانسان، اما حبس الجسد فعلى رغم ألمه، فهو اخف كثيرا من حبس الروح.

ونحن هنا في هذه البلاد، ارواحنا محبوسة، وان كانت اجسادنا حرة، تنام في مهاجعها، وتأكل في مطاعمها، تدب بنا اقدامنا حيث نشاء، ونلبس ما تشتهي اجسادنا من غاليات الثياب.

اقول ما اقول، وانا اقدم الشكر ـ قبل ذلك ـ للمتعاطفين مع الكاتب والمحامي «محمد عبــــدالقادر الجاسم» الموقوف قانونيا، والذين سيروا المسيرات، وحشدوا الحشود، واقاموا الندوات وطيروا البرقيــــات، مطالبيـــن باطلاق سراحه، وهم محقون في ذلك بعض الحق لا كله، فكل حر يطلب الحرية لكل اسيــــر او مسجون، وذلك امر انساني حميد ومحمود، ولكن بعض الحق خان اولئك المتعاطفين، لان «الجاسم» موقوف ـ قانونيا ـ لا اداريــا ولا تعسفا، موقوف باذن النيـــابة وبحسب ما ورد اليــــها في صحيــــفة اتهامه والتي رأت فيـــها ما يستحق توقيفه قانونيـــا.

وليس ذلك ما اريد قوله، ولكن ما هدفت اليه هو عدم تنظيم سلم الاولويات، ودقة الاحساس بـ «الحرية» او بمعنى الحرية، وتلك صور قديمة قد رسمتها قبلا، وموقف متضامن مع ذاته، وقفته من قبل ومازلت، فأنا أرى حرية الروح والعقل والنفس أثمن كثيرا وأهم من حرية الجسد، واعجب من اولئك الذين تحركهم حرية فرد، او جسد فرد، ولا تحركهم حرية امة كاملة، اقصد بها «الأمة الكويتية» التي صار لها مجلس يحمل هذا الاسم، والامة هنا بمعنى الجماعة الواحدة، فتلك الامة الكويتية محبوسة ومكبلة ارواحها وعقولها، بجملة القوانين المقيدة لحريتها، وتلك القوانين لم ينتفض ضدها احد، ولم يتحرك لاجل ابطالها احد.

هل حرية الفرد اهم من حرية الامة او الجماعة؟! والغريب ان يكون من ضمن المحتجين على ايقاف «الجاسم» جملة من مبتدعي قوانين وأد الحريات وحبس الامة، ويرون في توقيف «الجاسم» تلطيخا لسمعة الكويت، وما علموا ان سمعة الكويت قد تلطخت بتلك القوانين التي ابتدعوها ودافعوا ـ ومازالوا ـ يدافعون عنها، بل ويتشددون اكثر في ابتكار قوانين تئد الحريات.

كان اولى بأولئك المتعاطفين «ان ينتفضوا من اجل حرية بلادهم، وان يدافعوا عن الحريات العامة، حتى نؤمن بأنهم «متعاطفون» حقيقيون مع الحرية العامة، لا مع الحرية الخاصة لفرد اذا ما تم اطلاق سراحه فإنهم سيعودون هانئين الى بيوتهم، وكأنما أعلام الحرية قد رفرفت على البلاد!

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك