نبيل الفضل يسخر من حيادية ونزاهة ((الآن)) ويعترف بأن عبدالله العرادة ليس مبدعا فقط بل كاتب محترف
زاوية الكتابكتب مايو 26, 2010, 1:30 ص 6492 مشاهدات 0
المجلس الثاني.. وعبادي
كتب نبيل الفضل
كنا نظن ان الديموقراطية الكويتية لها مجلس امة واحد وليس مجلسين كحال دول كثيرة، حتى تبين لنا خطأ تصورنا يوم امس.
فالظاهر ان الكويت بها فعليا مجلسان، احدهما به خمسون عضواً منتخباً، والآخر به عدد اقل من الاعضاء المنتخبين، والناخبون للمجلسين هم نفس الناخبين المسجلين في جداول الانتخاب.
بالأمس قرأنا اعلانا مدفوع الاجر(!!) في الزميلة الراي من اتحاد نقابات العاملين بالقطاع الحكومي.
فتعالوا نحسبها معا، هو اتحاد للنقابات مما يعني انه منتخب من هذه النقابات أو على اقل تقدير مكون من ممثل عن كل نقابة، وهو بالتالي صفوة الصفوة.
ثم ان كل نقابة تمثل العاملين في وزارة من وزارات القطاع العام، وهنا يجب ان ننتبه للفرق الشاسع بين العمال والعاملين، فالعمال هم جمع عامل والعامل بالقانون الكويتي منذ الستينات هو كل من يعمل بيده موظفا في الحكومة. في حين ان العاملين ولو انها جمع عامل كذلك الا انها تعني كل من يعمل في تلك الوزارة أو المصنع أو المنشأة من رئيس مجلس ادارتها الى مديرها المالي الى «العامل» بيديه الى الفراش، فكلهم عاملون في تلك الوزارة من القطاع العام.
وبذلك فان كل نقابة العاملين تمثل جميع موظفي تلك الوزارة. وتم اختيار اسم نقابة عاملين بدلا من نقابة موظفين للاستدراج اللغوي والتمويه لا غير.
المهم ان مجموع النقابات يمثل جموع موظفي القطاع الحكومي، وهي نقابات منتخبة بالطبع.
وبذلك فان اتحاد نقابات العاملين بالقطاع الحكومي منتخبون من مجالس ادارات النقابات المنتخبة اصلا من قبل عاملي أو بالأحرى موظفي الحكومة.
وحيث ان موظفي الحكومة يمثلون %90 من الناخبين لنواب مجلس الامة، فان هؤلاء الموظفين هم نفسهم من انتخب اتحاد النقابات التي انتخبت مجلس ادارة اتحاد العاملين بالقطاع الحكومي، وبذلك فان مجلس ادارة الاتحاد لا يقل قوة، بل ربما يزيد بالتصفية، عن مجلس الامة المنتخب.
المجلس المنتخب من جميع موظفي الدولة نشر اعلانا يوم امس يدعو لمهرجان نقابي داعم للعودة للدستور (!!) وكأنما قد هجرت الكويت دستورها. ويدعو لحماية الحريات تحت عنوان لا قمع للحريات وتكميم الافواه!!
وقد استهل الاتحاد بيانه بـ «النوايا المبيتة لدى الحكومة لتحويل الكويت الى نظام عسكري لقمع الحريات!! مستشهدا بما رأته الساحة مؤخرا من احتجاز البعض بأمر النائب العام وبأمر قاضي محكمة الجنايات بعد ذلك، وأضافوا ولولتهم كذلك على قرار مجلس الوزراء 625 الصادر في 11 مايو الماضي (!!) الذي يتصدى للمطالب العمالية التي يصفونها بانها مشروعة، مع ملاحظة انها مطالب «عمالية» وليست مطالب موظفين!.
وهنا نسأل لماذا تم اختيار مساء الغد بالذات للتداعي لهذا التجمع الجماهيري، مع ان قرار 625 وهو ما يعنيهم مباشرة قد مضت عليه مدة 44 يوما من الصمت؟!
وما علاقة تطابق هذا التاريخ مع الدعوة التي اطلقت من ساحة الارادة الثلاثاء الماضي للتجمهر مجددا مساء امس؟!
فهل هذا التجمع هو البديل لما اخفق تجمع الثلاثاء الماضي في تحقيقه وقد صبغ بصبغة مختلفة ولكن لنفس الصورة؟!
ثم اذا كان اتحاد النقابات يرى ضرورة الالتزام بالدستور والحريات العامة فقد كان يجب عليهم ان يحترموا المادة 166 من الدستور التي تنص على «حق التقاضي مكفول للناس، ويبين القانون الاجراءات والاوضاع اللازمة لممارسة هذا الحق».
فهل هناك من كمموا فمه دون حكم قضائي؟! وهل من حق الفرد ان يبدي اي رأي يراه مهما كان راديكاليا أو ظالماً ولا يحق لاحد ان يقاضيه ولا لقضاء ان يحاسبه ويعاقبه أو يبرئه؟!
ومنذ متى اصبحت النقابات هي القانون في تعريف حدود حرية التعبير، واتحادها هو القاضي الذي يحكم؟! بل ومنذ متى اصبحت النقابات تهدد المجتمع بالاعتصامات والاضرابات.
وعيب على شواربكم بعد كل هذه الحريات والعطايا من حكومة الكويت ان تتهموا الكويت بالتوجه نحوالعسكرية والبوليسية.
وتذكروا بأن الدولة لم ترخص لكم اقامة نقاباتكم واتحاداتكم لتضروا بالدولة وتهددوا أمنها.
احلى شيء في بيان اتحاد النقابات انه يدعو الشعب الكويتي و«طبقته العاملة وجميع فئاته الكادحة»!.
بصراحة اول مرة نسمع بموظف كويتي يكدح!. ودنا نصدق بس وايد وايد وسيعة!. وسوف نتابع سيارات المرسيدس التي تقودها الطبقة الكادحة.
أعزاءنا
نشرت مجلة الإليكترونية مقالا للشاب عبدالله العرادة ادعت انه كان يقصدنا دون ان يسمينا!. خوش حيادية وخوش نزاهة صحفية.
المهم من قراءة المقال صياغة وسبكا ومنطقا وحكمة فإننا نقسم ان عبدالله العرادة ذي السبعة عشر عاما ليس مبدعا فقط في تجميع اكبر شنبات واهرامات الكويت السياسية، بل هو كاتب محترف قرأ لفراي ولديكارت!!. وجودة كتابته تدل على ان اتهامه بالكرت الاحمر فرية كان لنا الحق في عدم الاعتداد بها.
المهم ننصح عبدالله المفتخر بقواه العقلية ألا يبدأ مقاله القادم بجملة «علمتني الحياة» فأنت بعدك يا «عبادي» في اول الدرب، ولو علمتك الحياة لتعلمت كيف تفرق بين الزيف والحقيقة، وبين الصدق والدجل وبين المأجور والمدافع عن هيبة وطنه.
ونكرر أن عبدالله العرادة الكويتي على حداثة سنه أشرف مليون مرة من ذلك الشاب السوري الذي جمع مراهقي الجامعة في تظاهرة «نبيها خمس».
مقال الكاتب عبدالله العرادة على الرابط أدناه:
http://alaan.cc/pagedetails.asp?nid=53010&cid=52
تعليقات