ماذا يريد أحمد باقر، يا اخي لا نريد ان نسمع كلامك، مللنا وهو لم يمل حتى الآن، بكل صراحة يقولها خضير العنزي

زاوية الكتاب

كتب 1932 مشاهدات 0


رأي ونص 
ماذا يريد منا أحمد باقر؟! 

كتب خضير العنزي : 


 
العزيز النائب والوزير السابق الأخ أحمد باقر قد أزعجنا، مللنا وهو لم يمل حتى الآن من تقريعنا، واحيانا توبيخنا، صحيح ان كلامه مؤدب وكتاباته علمية، لكن هذه اللغة نكرهها، نشمئز منها، يا اخي لا نريد ان نسمع كلامك، ماذا تريد منا؟ نقولها لك بكل صراحة «ما نبي» نسمع منك ولا من المتخصصين. «نبي نسمع» من يضحك علينا، ممن يشبعنا صراخا ويطعمنا شعارات وممن يعطينا مما لا يملك. نستحلفك بالله أن تتركنا مع من كذب علينا، وان تصمت عمن غشنا وان تتجاوز عمن استغل عاطفتنا وكثيرا من الاحيان حاجتنا!
يا بومحمد لماذا كل فترة تذكرنا بان النفط سلعة ستنتهي يوما ما، وان سعر البرميل قد انخفض الى 67.3 دولارا، وان ميزانيتنا القادمة هي 17 مليارا، وهذا الرقم لن يتحقق الا اذا كان سعر البرميل 71 دولارا!
نعلم ونعرف ذلك، صحيح ان المثل يقول: اتبع اللي يبكيك ولا تستمع للي يضحكك و«يؤنسك» فالأول ناصح امين والآخر دجال أشر.
يا بومحمد ما الذي تستفيده من تذكيرنا؟ وتزعجنا وتجعلنا نتلفت يمينا ويسارا عندما تقول ان هناك 460 ألف كويتي ما زالوا على مقاعد الدراسة وانهم يوما ما سيبحثون عن عمل، من أين سنوفر لهم هذا العمل؟ يا أخي لماذا تصدمنا بالارقام التي لا تكذب، اتركنا مع الوهم حتى نصطدم بالواقع لو بعد حين؟ فلنعش ليومنا.. ولأجيالنا رب يحميهم. صحيح ان الله سبحانه وتعالى يطالبنا ويحثنا على بذل الاسباب، لكن للعاجزين حق التسول، وهي مهنة تحولت الى ثقافة في مجتمعنا.. تعتقد من المسؤول عن سيادة هذه الثقافة في بلدنا؟
اتركنا مع من يبيعوننا الوهم والاحلام الوردية، حتى اذا جاء الجد والحصاد فاذا هما هشان تذروهما الرياح لانهما وهم لا يصمد امام الحقائق المؤلمة. فما الذي تريده منا يا أخ احمد؟ لماذا لا تتركنا ننام هانئين تحت هدير المكيفات وعندما نصحو نأكل من الميكروويف؟ فكل شيء «عال العال»، «شنهو اللي حادك» تنغص علينا حياتنا وتذكرنا بأزمتنا الحقيقية وتشرح بشكل علمي حقائق الميزانية؟ فأنت تريد ان توقظنا من أحلامنا ونحن لا نريد أن نستيقظ منها، فاللغة السائدة وهذا ما يجب أن تجيبنا عليه، الناس تقول «خلهم يوقفون السرقات بالمشاريع فالهدر فيها أكبر من هدر الرواتب والكوادر المالية»!
ويقولون أيضا، اذا اوقفوا الترضيات والتسويات والصفقات السياسية على حساب المال العام، واوقفوا «الحنفية الخلفية» للمشاريع التنموية عندها سيتوقف الناس عن الاتكالية، عن الاستحواذ وثقافة الاستهلاك!
وجزاك الله خيرا، فقد قل الناس الصادقون أمثالكم.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك