سعد العتيبي يُذكرنا بحملة 'نبيها خمس'، ويقترح اطلاق 'نبيها وحدة وطنية' لتحريك النواب الذين همهم الكراسي

زاوية الكتاب

كتب 1054 مشاهدات 0


من منا لا يتذكر..؟! 

كتب سعد العتيبي : 

 
من منا لا يتذكر ذلك الحشد الشعبي الذي قادته مجموعة من الشباب والفتيات في عام 2006 للتصدي للنظام الانتخابي السابق؟! من منا لا يتذكر ساحة الإرادة التي احتضنت جميع مكونات الشعب الكويتي بكل أطيافه المختلفة؟! من منا لا يتذكر اتفاق القوى السياسية الفاعلة، على الرغم من اختلافاتها وتباينها، على تقليص الدوائر الخمس والعشرين الى 5 دوائر، في خطوة نبيلة للقضاء على الفساد السياسي الذي رافق انتخابات الدوائر الصغيرة؟! كل تلك القوى والشرائح ببدوها وحضرها وشيعتها وسنتها التأمت لهدف واحد، هو الاصلاح السياسي لنظام انتخابي أفرز القبلية والطائفية والعائلية وشراء الأصوات والتأثير المباشر في إرادة الناخبين.
وكلنا نتذكر النجاح الذي حققته تلك الحملة التي اطلق عليها «نبيها خمس» فأجبرت الحكومة على القبول بتغيير النظام الانتخابي على الرغم من حملات التشويه والمقاومة التي قادتها مجموعة من المتنفذين وجماعات الاستحواذ الذين كانوا يستهزئون بقدرة هؤلاء الشباب والفتيات على التغيير.
بعد ان هدأت المعركة شعر أطراف في السلطة بخطورة هذا التلاحم الشعبي الذي ربما ينتقل الى مطالبات اصلاحية أكبر، فحاولت بعض المجموعات المتضررة البحث عن وسائل وخيارات جديدة لتفكيك هذا التلاحم الشعبي بين فئات المجتمع، فوجدت في قضية التأبين فرصتها الذهبية للتشويه والتشكيك في احد المكونات المجتمعية، وكانت النتيجة ترويض أهم رموز المعارضة الشيعية وسحبهم الى عباءة الحكومة.
وسيأتي في المقبل من الأيام تكتيك جديد للهجوم على الشريحة الثالثة، وهي أبناء الحضر، علماً بأنه كانت هناك مناوشات قبل فترة على رجالات وتجار الكويت عبر ضرب غرفة التجارة، لكن المحاولات فشلت!
لم نأت بجديد بهذه القراءة السريعة، ولكن المؤسف ان تنطلي هذه المحاولات الخبيثة -التي تقودها هذه الأيام مؤسسات الإعلام الفاسد- على المفكرين والسياسيين والنواب وممثلي القوى السياسية، فنرى هذا الانقسام الطبقي والفئوي داخل مجلس الأمة وفي الدوائر الانتخابية والدواوين وفي اغلب مرافق الدولة.
وما يزيد الأمر سوءًا هو ذلك الاحتقان الاجتماعي بين اطياف المجتمع المختلفة، التي كانت تشكل لوحة جميلة تتقاطع فيها ألوان الطيف وتتراقص معها عصافير الوطن.
ندرك تماماً أن الحل ليس بمقالة تحذيرية هنا أو هناك من الخطر المقبل على نسجينا الاجتماعي وتماسكنا كوطن وشعب، كما ندرك ان المسؤولية مشتركة تقع على عاتق النخبة والمفكرين، ولكن الخوف ان تنقاد هذه الفئة للعامة و«حجي الدواوين» الذي بدأ يزيد من الانشقاق ويوسع من رقعة الخلاف، فهل نلحق على ما تبقى من تلاحمنا ام نفقد احد اساسياتنا للبقاء كشعب ووطن..؟!
فبقدر فخرنا واعتزازنا كشعب بما حققه الشباب والفتيات من انجاز لتغيير النظام الانتخابي قبل 4 سنوات، فاننا نثق بان هؤلاء الشباب ما زالوا قادرين على التغيير.
لذلك، فاننا نرى أهمية التحرك من جديد لاطلاق حملة «نبيها وحدة وطنية»، يتبناها الشباب امثال عبدالله بوفتين ومحمد جوهر حيات وطارق المطيري ونبيل المفرح، وسعود العصفور وخالد العتيبي ومنذر الحبيب وشباب كثر، لا اعرفهم، يملكون فضاء مواقع الانترنت، فهل يحركون من جديد نوابنا الذين همهم الكراسي ويبثون الروح في الناس لتحقيق هدف واحد هو حماية نسيجنا الاجتماعي ووحدتنا الوطنية؟!

سعد محمد العتيبي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك