وضحة المحمد تدعو 'الهيمانيون' إلا يحلموا يوما بأن تكون قضيتهم على سلم أولويات الحكومة !
زاوية الكتابكتب مايو 29, 2010, 12:46 ص 1238 مشاهدات 0
«الهيمانيون».. وأصحاب المصانع
كتب وضحة المحمد
- في نظري - أنه ما كانت.. ولن تكون قضية «أم الهيمان»..قضية حكومية!! لأن حكومتنا في واقعها تعاني من حالة «فقد للذاكرة»، جعلتها تنسى أنها.. «حكومة».. قد تولت أمر الناس لتدفع الضرر عنهم، وتحقق الصالح لهم. ولأننا أمام هذه الحقيقة الحكومية، فاني أرجو من الأخوة «الهيمانيون» ألا يحلموا يوما بأن تكون قضيتهم على سلم أولويات الحكومة أو حتى.. على عتبة باب مهجور من أبوابها.. ما عادت الحكومة تذكر وجوده..
طرفان.. لا ثالث لهما
يدور مفهوم الخصومة في تاريخ المجتمعات بين أطراف ثلاثة هي المتخاصمان وثالثهما الحكم، حتى جاءت «الكويت» لتقلص حدود الخصومة وتجعلها بين طرفين لا ثالث لهما، رأينا ذلك.. في الخصومات والفتن الاجتماعية التي تعرض لها مجتمعنا، حيث افتقدنا ذلك الحكم الذي يقضي بيننا، ويحكم لصاحب الحق منا، ويهدئ كما يقال «سرنا» قبل «جهرنا».
وقضية «أم الهيمان» هي من تلك الخصومات، التي تدور رحاها بين طرفين غاب ثالثهما – الحكومة - بغياب.. ذاكرتها.
المواطنون x أصحاب المصانع
دراسة أجرتها الجامعة الأسترالية بالتعاون مع جامعة سنغافورة أظهرت ان «الكويت» تأتي في المركز الثاني كأسوأ دولة في حماية البيئة، لذا لم يكن غريبا.. في ظل غياب الحس البيئي ان تنشأ منطقة سكنية «كأم الهيمان»، محاطة بملوثات بيئية كثيرة، أقربها وأكثرها مباشرة تلك المصانع الخاصة، التي نجد أنها مع مخالفتها لقواعد البيئة البديهية والضمائر الانسانية، الا ان أصحابها يظهرون ثقة وقوة لا نجد لها مبررا أمام ما يعانيه أخوانهم من سكان المنطقة، وانظر في ذلك – مثلا- الى تصريحات رئيس اتحاد الصناعات الكويتية السيد «حسين الخرافي» وهو يقول «لن نقبل بأي حال من الأحوال بإزالة أي منشأة صناعية سواء القريبة من «أم الهيمان» أو المنشآت الموجودة في مناطق أخرى بناء على تكهنات شخصية أو ردود الأفعال السياسية» ثم يبرر ذلك بأن «المنشآت تحوي استثمارات مالية لمجموعة من المواطنين» انتهى، ومع اعتراضنا على محتوى التصريح الا انه يظهر لنا قوة أحد أطراف الخصومة وهم أصحاب المصانع في مقابل الطرف الأضعف وهم المواطنون الذين ضاعت حيلتهم وقصرت أيديهم عن اثبات حقهم، فمن لهذه الخصومة ذات الطرفين اللذين.. لم
يظهر ثالثهما..؟؟!!
شريعة الله..
خير الحاكمين من مقاصد الشريعة الاسلامية الثابتة دفع المفاسد عن الناس، وقد حرمت من أجل ذلك الاضرار بهم، كما في قول النبي عليه السلام «من ضار ضار الله به، ومن شاق شاق الله عليه» رواه الترمذي وابن ماجه، وقوله عليه السلام «لا ضرر ولا ضرار» رواه ابن ماجه والدارقطني وهو الحديث الذي ذهب.. قاعدة فقهية تبنى عليها الأحكام العملية، مما يضع طرفي خصومة «أم الهيمان» أمام المسؤولية الشرعية في حفظ كل منهما حق الآخر، ولأن المواطنين لا يغمطون الصناعيين حقهم المالي فعلى الصناعيين ألا يغمطوا المواطنين حقهم في درء الضرر عن أنفسهم، فيكون الأجدر بهم ان يقبلوا نقل مصانعهم ويظهروا ذلك رسميا كموقف موحد لهم، وربما.. كان لينهم هذا سببا لسن القوانين التي تكون في صالحهم - ثوابا -لأنهم اتقوا الله حتى حين غاب.. حكمهم.
{ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب}
وضحة المحمد
تعليقات