سعود السمكه يستغرب أن تنساق الحكومة وراء رغبات بعض النواب وتسارع إلى استنزاف اموال من الخزينة العامة لتوزيعها كهدايا ومنح
زاوية الكتابكتب أكتوبر 20, 2007, 11:23 ص 456 مشاهدات 0
هل الحكومة رشيدة؟!
يبدو ان الحكومة قد بدأت تستجيب لموجة الاسترضاء وتدفع الى تكريس المزيد من ثقافة الاستهلاك اللا مسؤول.. الحكومة تريد هذه المرة ان تظهر على المكشوف لتعلن انها ليست اقل من ضيف الله بورمية وسعدون حماد في مسألة الاسترضاء ودغدغة مشاعر الناس!
مصادر الحكومة تتحدث عن ان مبلغ المنحة جاهز للصرف وقد حدد للرأس مبلغ قيمته مائتان وخمسون دينارا، اي ان مائتين وخمسين مليون دينار ستقتطع من المال العام، الذي يفترض ان يصرف على مشاريع حيوية تفيد المجتمع عشرات، وربما مئات السنين، لتصرفها الحكومة للناس منحة ليذهب معظمها إلى محلات وتجار الهواتف النقالة، او غيرها من الماركات لزوم الكشخة وتعبيرا عن الترف!!
ان الحكومة، التي تخضع للابتزاز، وللطلبات اللا مسؤولة، وتعتقد انها تدرك غاية استرضاء كل الناس، هي حكومة لا يمكن ان تؤتمن على مقدرات البلد، ويستحيل ان تكون لديها برامج اصلاحية وتنموية!.. والا فبالله عليكم ما هي موجبات ودواعي هذه 'الفسفسة' بالاموال؟! هل حصلت كوارث طبيعية، لا سمح الله، لتعمل الحكومة على تطبيق المادة 25 من الدستور، فتكون بذلك قد قامت بما يمليه عليها واجبها الدستوري؟! في هذه الحالة تكون محط شكر وتقدير، لكن ان تنزف اموال من الخزينة العامة لتوزيعها كهدايا ومنح ليس لها ادنى مكان في احكام الضرورة، بل على العكس سوف تذهب في اليوم الذي تصرف فيه لتجديد الكماليات!.. تماما مثلما حصل لمنحة المائتي دينار الماضية، ليس هذا فحسب، بل لقد تضرر الناس من تلك المنحة من خلال الزيادة التي طرأت على الاسعار بسبب موجة الهجوم على الشراء لاذابة مائتي مليون دينار في بضعة ايام!
ان هناك تحذيرات جادة ومسؤولة من قبل خبراءالحسابات الاكتوارية تتحدث عن خطورة مثل هذه المنح والزيادات غير المدروسة، وانعكاساتها السلبية على افراد المجتمع وعلى اصحاب الدخل المحدود بالذات، الذين يشكلون غالبية افراد المجتمع اليوم.. باعتبار ان مثل هذه الزيادات والمنح العشوائية غدت مبررا كافيا لرفع الاسعار بمقادير تفوق ما حصل عليه الناس من زيادات اضعافا مضاعفة! اذا ماذا استفاد المواطن من هذه المنح والزيادات غير الضرر؟!
الامر الثاني، ان الحكومة هنا تقع في تناقض فاضح، فهي من خلال العطايا والمنح تمارس اسوأ انواع الاسراف والترف، وفي جانب آخر تطالب الناس بالترشيد لانها عاجزة عن توفير المزيد من الطاقة في حالات الذروة، لتتساوى بذلك مع الحكومات الاشد فقرا في العالم، التي تعجز عن تغطية مجتمعاتها بالكهرباء!! فهل بعد هذا يصدق عليها وصف الحكومة الرشيدة؟!
سعود السمكه
تعليقات