شعوب الخليج تنعى ديمقراطية الصراخ والعويل الكويتية، بعد أن كان حلمهم الأزلي تطبيقها في بلدانهم ..فحوى مقال أحمد الجارالله

زاوية الكتاب

كتب 629 مشاهدات 0



شعوب الخليج تنعى ديمقراطية الصراخ والعويل الكويتية
 
 
 
كتب- أحمد الجارالله:
أصبح من حق قادة ومسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي, بل والمنطقة بأسرها ان يدقوا طبول الطرب والفرح لما آل اليه اسلوب أداء وممارسة الديمقراطية في الكويت, واتخاذه منحى يعصف بمقدرات الوطن, ويعطل عجلة التنمية ويئد الثقة بين السلطات المختلفة في البلاد.
مرد فرح هؤلاء القادة - بحسب معلومات مرتادي مجالسهم من ابناء دولهم- يكمن في احساسهم بخيبة ظن شعوبهم في ديمقراطية الكويت التي ما فتئوا يطالبون حكامهم بتطبيقها في بلدانهم, وقتما كانت مثالاً يحتذى به, وقبل تحولها الى اداة مستغلة من قبل تكتلات تتصارع على تحقيق امجاد شخصية زائفة على حساب مصلحة الوطن ومواطنيه, الأمر الذي حدا بالسواد الاعظم من تلك الشعوب الى الاعلان عن رفضها لمثل هكذا ديمقراطية تجلب الوبال وتعيق أي خطوة نحو التقدم السياسي والحضاري.
الغضب الشعبي الخليجي العارم من الاداء السيئ والاستغلال الاسوأ للديمقراطية في الكويت, وصل الى مسامع قادة دولهم, الذين - بدورهم - لن يجدوا حرجاً من الآن فصاعداً في استخدامها- أي الديمقراطية الكويتية - وكأنها »فزاعة« لتخدير كل من ينادي بديمقراطية على غرارها من مغبة تطبيقها على مصالح البلاد والعباد, وتذكير شعوبهم دوماً بما افرزته الحرية اللامسؤولة في الكويت من تدن في مستوى الخطاب السياسي الذي وصل حد التراشق بالشتائم والسباب بين ممثلي الامة في »بيت الأمة«.
وفي خضم هذه الاجواء الشعبية والرسمية الخليجية الملبدة بمشاعر الكراهية لتجربة الديمقراطية الكويتية الحالية, طرح رواد واوساط مجالس المسؤولين في دول مجلس التعاون سؤالاً مفاده: لماذا الذي يحدث في الكويت الآن? بلد غني يملك كل مقومات الرخاء والازدهار في شتى المجالات, اذا ما قورنت ثرواته ومساحته وعدد سكانه بباقي دول المنطقة, ورغم ذلك ما يزال رهن مشكلات اقتصادية وسياسية جمة, استطاعت دول أقل حجماً اقتصادياً وسياسياً ان تتسامى عليها, مؤكدين ان امكانات الكويت تؤهلها الى ان تكون في مصاف الدول المتقدمة, لاسيما ان رجالات الاقتصاد فيها هم رجال وعوا على الاعمال قبل غيرهم, وأصبحوا كثراً, ونشاطهم في كل مكان الا في بلدهم, التي تعيق القوانين القديمة البالية والصراعات السياسية بين قوى المصالح عملهم فيه, وربما ايضاً نتيجة استشراء الحسد, وزحف كل سلطة على الاخرى.
وخلصت الاوساط الخليجية المسؤولة الى القول ان التجربة الديمقراطية الكويتية لم تعد غاية يرتجى ادراكها, بل اصبحت »فزاعة« المطلوب تجنبها او التوجه الى ما هو افضل من النظم السياسية الاخرى المقننة بمعايير تأخذ بعين الاعتبار ارهاصات نشأة المجتمعات وخصوصيتها وثرواتها ومتطلبات تمكين شعوبها سياسياً واقتصادياً واجتماعياً, مستدلة على نظرتها تلك بما تمر به المنطقة الان من مرحلة تحتاج الى صدق الارادة وصرامة الادارة للثروة الناجمة عن ارتفاع اسعار النفط الذي تملك المنطقة ثلث احتياطيه في العالم, اي ان هذه العوائد المالية المتنامية تتطلب استثمارها جيداً بحلول سريعة القرار والفعل, لا ان تترك الامور الى ما ستؤول اليه صراعات مصلحية, الكل يظن معها انه صاحب الرأي السديد, وذلك كله - بالطبع - في غياب »هراوة كبيرة« تضرب بارادتها وقوة ادارتها لتنعم الشعوب بهذه الفرص التي قد لا تتكرر.. فالزمن ثمنه اغلى من المال نفسه.
هذه الحوارات الكثيرة في الدوائر والمجالس السياسية الخليجية بل وحتى في باقي دول الجوار حول ما يعيشه الكويتيون من اجواء »تلعب بالزمن وتكنز المال« جراء ممتهني ثقافة الصراخ والعويل باسم الديمقراطية, بدأ مسؤولو الكويت يستشعرونها في قادة دول مجلس التعاون ومسؤوليها وشعوبها الذين ايقنوا تماما ان ما يحدث حالياً في الكويت من عدم وجود اي تواؤم بين السلطات يجافي الديمقراطية الصلبة والنقية وغير المستغلة, التي طالما تمنوها في السابق لبلدانهم.
السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك