الله لايغير علينا.. خصوصا اذا كان البديل هو الوجوه 'الودرة'..هكذا يدعو عبداللطيف الدعيج موجها خطابه إلى الإخوان ، معتبرا إياهم المسؤول الحالي عن تردي الاوضاع فى البلد
زاوية الكتابكتب أكتوبر 22, 2007, 7:42 ص 729 مشاهدات 0
أيها المتخلفون الدينيون.. البلاء فيكم
بقلم: عبداللطيف الدعيج
من يسمون انفسهم ب 'القوى السياسية' متفقون بلا غرابة ولاشك على ان بعض السلطة او بعض الاسرة الحاكمة بالذات غير متوافق والنظام الديموقراطي، وانه حاول ويحاول جاهدا التملص من التزاماته الدستورية كقوة حاكمة. يعني بوضوح الجميع يعتقد او يؤمن بأن هذا البعض من الاسرة الحاكمة - بهذا الكم او ذاك - معاد للدستور وعلى تناقض والنظام الديموقراطي للبلد.
لن نجادل في هذه الفرضية، فهي الى حد ما صحيحة، فانقلابات هذا البعض على الدستور وتعطيله لمجلس الامة ومعارضته الدائمة للحريات ليست محل تساؤل او شك. لكن هل توقفت مشاكلنا كلها على موقف الاسرة الحاكمة من الدستور؟ وهل هذا البعض من الاسرة الحاكمة هو البعبع الوحيد الذي يهدد النظام الديموقراطي للبلد؟ بمباشرة ووضوح اكثر هل السلف والاخوان ومجاميع التخلف الشيعية وحتى وطنيونا وليبراليونا المزعومون، هل هؤلاء جميعا ديموقراطيون ومدافعون حقيقيون عن الدستور؟
اذا كانت الاسرة الحاكمة تنتهك او تعطل الدستور كل عشر سنوات فإن ما يسمى بالقوى السياسية تعطله يوميا وتنتهكه على مدار الساعة لا السنة. ما يسمى بالقوى السياسية، وليست الحكومة او الاسرة، هي المسؤول الحالي عن تردي الاوضاع وعن هذا الجمود العام الذي يخيم على البلد. ليس هناك جدال ان هناك تعارضا او عدم توافق تام بين طموح وجنوح بعض الافراد المسيطرين في الاسرة والنظام الديموقراطي او الدستور كما يحب اعداء الديموقراطية من القوى السياسية تسميته، لكن في المقابل لدينا تناقض اكثر وضوحا بين المجاميع الدينية التي تشكل كل ما يسمى بالقوى السياسية عدا التحالف الديموقراطي وجماعة الوفاق - مع ملاحظة ان جماعة الوفاق تنحدر اصلا من انتماءات حزبية دينية - وبين النظام الديموقراطي او الدستور الذي تتشدق به المجاميع الدينية ليلا ونهارا.
بل حتى الآن فإن هذه المجاميع الدينية وفي مقدمتها الاخوان المسلمون -الاكثر تسيسا من غيرهم - يصرون على استخدام كلمة تجربة نيابية عوضا عن النظام الديموقراطي والمشاركة الشعبية بدلا من النظام البرلماني. عداء المجاميع الدينية للدستور وانتهاكها اليومي للحريات الشخصية وحتى السياسية للمواطنين وتدخلها القمعي في السلوكيات الخاصة للناس يفوق كثيرا وكثيرا التجاوزات او الانتهاكات الموسمية التي تمارسها الاسرة الحاكمة. نحن نمارس النقد وحتى الردح ضد ابناء الاسرة والحكومة وننام والحمد لله مطمئنين، لكن اي نقد او حتى بحث علمي رصين في الترهات الدينية يؤدي بصاحبه الى السجن.. هذا ان نجا من قنابل التطرف. فرجاء.. الله لايغير علينا.. خصوصا اذا كان البديل هو الوجوه 'الودرة'.
تعليقات