زايد الزيد يعتبر خلاف الوزير الهاجري و الطاحوس نموذجا للدجل السياسي المنتشر في البلاد

أصيب الجميع بالدهشة، بعد ان انتهى اللقاء الذي جمع وزير التجارة فلاح الهاجري برئيس وأعضاء نقابة العاملين بالوزارة، فقد صرح الطرفان للصحافة بأن اللقاء كان ايجابيا للغاية وان مطالب العاملين في الوزارة في طريقها الى الحل بعد أن أبدى الوزير تفهما كبيرا ودعماً لا محدوداً لحقوق العاملين!!

الدهشة عقدت ألسن جميع من تابعوا تطورات الصراع بين الوزير الهاجري ورئيس نقابة العاملين في وزارة التجارة خالد الطاحوس والذي بلغ ذروته خلال الأسابيع الماضية، ذلك ان التراشق الذي تبادله الطرفان كان مبنيا على عنوان واحد فقط هو قضايا التعدي على المال العام، فالوزير الهاجري قام باحالة ملف مشروع كان يشرف عليه خالد الطاحوس الى النيابة العامة بعد ان سجل ديوان المحاسبة مخالفات على المشروع واعتبر ان هناك تفريطا في المال العام وطالب الديوان الوزراة بتحديد المسؤولين عن تبديد المال العام في هذا المشروع، وقبل ان يحيل الوزير الموضوع الى النيابة العامة شكل لجنة وأخرج الوزارة لدراسة ملاحظات ديوان المحاسبة ومن ثم تحديد المسؤولين عن المخالفات الواردة في تقرير الديوان، وانتهت اللجنة الى ان المهندس خالد الطاحوس المشرف على المشروع هو من قام باعطاء الشركة المنفذة للمشروع بعض متطلبات العمل في المشروع!!

في المقابل قام رئيس نقابة العاملين في وزارة التجارة خالد الطاحوس بمقابلة سمو رئيس الوزارء الشيخ ناصر المحمد وإطلاعه على تجاوزات كبيرة ارتكبها وزير التجارة فلاح الهاجري، تتعلق بقسائم صناعية تبلغ قيمتها عشرات الملايين، وخرجت تصريحات صحافية أدلى بها الطاحوس وبعض أعضاء النقابة بأن في جعبتهم المزيد من التجاوزات والمخالفات التي قام بها وزير التجارة وانهم بصدد كشفها في الأيام القليلة المقبلة!!

وبعد كل هذه الضوضاء خرج الطرفان المتخاصمان بعد اللقاء الذي ضمهما، والابتسامات تملأ وجوه الجميع، واستبشرنا بأن حقوق العاملين في الوزارة في طريقها الى الحل وان التعاون الايجابي ساد الاجتماع!!

لقد وصل الدجل السياسي في البلاد الى مستوى لا يطاق، لأن السياسيين في هذا البلد يعتقدون انهم وحدهم هم الاذكياء