متمنيا تعقلها فى علاقاتها مع دول الخليج..حمد المري يكتب عن الحرب المتوقعة ضد إيران
زاوية الكتابكتب يوليو 9, 2010, 12:32 ص 882 مشاهدات 0
إيران الحرب المتوقعة
كتب حمد سالم المري
2010/07/08 09:07 م
المتتبع للأحداث السياسية في منطقة الشرق الأوسط يرى ان هناك خطة أوروبية أمريكية استراتيجية لتغيير النظام في ايران بعد ان أصبح يشكل خطراً على المنطقة التي تعتبر مخزناً للنفط العالمي. فمنذ عهد الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلنتون مروراً بعهد الرئيس بوش الأبن وصولاً الى عهد الرئيس الحالي باراك أوباما كانت ولاتزال السياسة الأمريكية الخارجية اتجاه ايران تتسم بمحاولة منع طهران من امتلاك أسلحة نووية ومنعها من فرض سيطرتها السياسية على المنطقة عن طريق تصدير ثورتها الخمينية الا أنها اختلفت في المنهج السياسي من عهد الى آخر. فعهد الرئيس كلنتون كانت فيه السياسة الأمريكية تنهج نهج الدبلوماسية الحذرة واشراك الأمم المتحدة وأوروبا في اتخاذ القرار المناسب لمنع ايران من الوصول الى امتلاك سلاح نووي كفرض العقوبات الدولية والعقوبات الأمريكية التجارية وغيرها من عقوبات تحد من قدرة ايران على صنع القنبلة النووية وقد سار الرئيس الحالي باراك أوباما على هذا النهج بعد ان سار الرئيس بوش الابن على نهج المواجهة والتلويح باستخدام القوة العسكرية وعدم الرجوع الى الأمم المتحدة. فالرئيس أوباما فرض عقوبات أمريكية جديدة على ايران تمثلت في منع تزويد ايران بأي من مشتقات البترول ويشمل ذلك عدم تزويد طائراتها المدنية بالوقود، كما قام الاتحاد الأوروبي بحظر طيران عدد من الطائرات الايرانية فوق الأجواء الأوروبية وكذلك أصدر مجلس الأمن في الأمم المتحدة قراراً جديداً يتضمن عقوبات تجارية جديدة ضد ايران أقسى من القرارات السابقة وذلك لدفع ايران الى التخلي عن مشروعها النووي. وبسبب هذه العقوبات الأمريكية والأوروبية بدأ المسؤولون الايرانيون يتخبطون في تصاريحهم الصحافية، فها هو الأمين العام لرابطة شركات النقل الجوي في ايران مهدي علي ياري يتهم الامارات بعدم تزويد الطائرات الايرانية المدنية بالوقود، كما اتهمت وكالة الأنباء الايرانية الرسمية الكويت كذلك، ورغم ان هذه التهم غير صحيحة وتراجعت عنها طهران الا ان هذه التهم لم تطلق عبثاً بل لها مغزى آخر يتمثل في ايجاد عذر يسوقه النظام الايراني لشعبه حتى يجد العذر في رفع أسعار الوقود، وكذلك أسعار تذاكر السفر بذريعة ان تكلفة الرحلات ستزيد بسبب حظر تزويد طائراته بالوقود. فهذه الأجواء تذكرنا بالأجواء السياسية التي مرت بها المنطقة منذ نهاية الحرب العراقية الايرانية واتهام العراق كلاً من الكويت والامارات بسرقة نفطه ومحاولة هدم اقتصاده النفطي باغراق السوق بالبترول حتى تخسر العراق بسبب تدني أسعار نفطه. فماذا كانت النتيجة؟ احتلال عراقي للكويت أعقبه حرب خليجية ثانية ومن ثم عدم استقرار أمني في المنطقة وأخيراً احتلال أمريكي بريطاني للعراق واقصاء النظام العراقي البعثي واعدام رئيسه صدام حسين. فهل سيتكرر هذا السيناريو مع ايران؟ وما هي الدولة الخليجية التي ستكون طعماً يرمى الى القرش الايراني لاصطياده؟ أرجو من ايران التعقل في سياستها اتجاه دول الخليج العربية والكف عن تصدير ثورتها الخمينية لها والعمل على حفظ الاستقرار الأمني في المنطقة خاصة في بحر الخليج العربي. كما أرجو من الدول العربية الخليجية عدم التورط في أي حرب قادمة مع ايران، فأمريكا تستطيع ان تشن حربها من أي دولة أخرى محيطة بإيران سواء من أفغانستان أو من العراق التي تحتلها أو من أي جمهورية سوفيتيه سابقة لها حدود مع ايران أو من على بارجاتها وحاملات طائراتها التي تسير في المياه الاقليمية.
تعليقات