عبداللطيف الدعيج يستغرب ممن هم مع الاستجواب و'لكن'
زاوية الكتابكتب أكتوبر 25, 2007, 10:26 ص 546 مشاهدات 0
لماذا لاتستجوبون النواب؟ | ||
فجأة، اصبحت الاستجوابات تثير شك الكثيرين وحنقهم، حكوميين وغير حكوميين، معنيين بها وحتى غير معنيين. الجميع يبدأ بأن الاستجواب حق، وينتهي ب 'ولكن'. هذا يذكرني بمن يعلن ان الموت حق ثم يبدأ بالنواح على من فقد! الاستجواب حق ووسيلة من وسائل المراقبة، هو من المفروض ان يكون، مثل كل سلاح، سلاحا ذا حدين يصيب الوزير ان كانت به مناطق ضعف واجزاء مكشوفة، ويرتد على النائب ان تعسف او اخطأ في استعماله. اجد غرابة في ان يرى الجميع في الاستجواب ازعاجا وإضعافا للحكومة، ولا يجدون فيه امتحانا واختبارا للنائب، قد يسقطه وقد، وهذا مفروض ومحتمل، ينهي حياته السياسية. لكن بالطبع، نحن ليس لدينا ساسة، لا في الحكومة ولا في المجلس . بل ان اعضاء المجلس، حتى من اطلقوا على انفسهم زورا'قوى سياسية' بعيدون كل البعد عن السياسة ويتعيشون مثل بقية الاعضاء على الانتخابات الفرعية وعلى الخدمات والعلاقات الخاصة التي تربطهم بالناخبين وليس على برامج واهداف وطموح مشترك بينهم وبين الناخب. الاستجوابات ستبقى صداعا مستمرا للحكومة لثلاثة اسباب، الاول: ان النائب محصن من نتائجها وليس معنيا كثيرا بنتائج استجوابه. في الواقع ان مجرد طرح فكرة الاستجواب هو مكسب، خصوصا اذا كان الوزير المستجوب من النوع الثقيل او ما اصطلح على تسميته بوزير سيادة. الثاني: ان الحكومات ثبت ان عليها 'مقاضيب وايد'، ليس فقط لان الحكومات تخطئ او يتعمد وزراؤها ارتكاب المخالفات، بل لان الحكومة او الدولة في الكويت مسؤولة وحدها عن كل شيء من الألف الى الياء بيد الدولة، ومن الرحم الى القبر شأن الحكومة ومسوؤليتها. السبب الثالث: سيبدو غريبا على الكثيرين لكني اعتقد انه السبب الاساس، انه غياب رقابة الرأي العام او تغييب الرأي العام نفسه. ان الناس تفتقد بسبب نظرتنا الضيقة الى النقد والمتابعة السياسية وبسبب تفسيرنا لكل رأي على انه 'قذف' يحاسب من يمارسه وبسبب غياب الحرية الاعلامية - بدأت في الانفراج اخيرا عبر تراخيص الصحف والاذاعات- تفتقد القدرة على المحاسبة والمراقبة، لذا يصبح الامر كله في يد عضو مجلس الامة، الذي اصبح الوحيد - بحكم امتلاكه الحصانة - القادر على ممارسة النقد او المحاسبة. ان الاستجواب حق .. وليس هناك 'ولكن' وعلى الحكومة ان تتكيف معه. ان التذمر والشكوى الحكومية هما ما يكسبان الاستجوابات الاهمية وهما ما يضفيان الانتصار على النائب حتى قبل طرح استجوابه. ربما حان الوقت لعكس الامر واستخدام الحكومة للاستجواب لاضعاف النواب او الكتل عبر مواجهة الاستجواب واضعاف النائب المستجوب، وربما يكون استجواب النائب بورمية للسيد وزير المالية الفرصة المنتظرة. |
القبس
تعليقات