الطاحوس ضحية أم جانٍ يستحق الملاحقة..تساؤل يطرحه جاسم الشمرى
زاوية الكتابكتب أكتوبر 27, 2007, 10:59 م 694 مشاهدات 0
الطاحوس ضحية أم جانٍ يستحق الملاحقة
جاسم محمد الشمري
أضحى التجييش الإعلامي لغة مشتركة للمصلحين والمفسدين، فالكل يسعى إلى فرض رؤيته وخلق رأي عام ضاغط يخدم قضيته حتى وإن كانت خاطئة أو كان هو والغاً في الفساد حتى هامة رأسه.
خالد الطاحوس أحد هؤلاء الذين أشغلوا المجتمع وعلى مدى أسبوعين بقضية شخصية له مفادها تسجيل مخالفة إدارية عليه استدعت إحالة ملفها إلى النيابة العامة وكان عليه لزاما لو كان يهتم بالمصلحة الوطنية وتنمية الحس الديموقراطي أن يعزل نفسه عن مناصبه التي يحتلها حتى تستبين براءته وحينها يحق له أن يستعيد ما عزل نفسه عنه بل والمطالبة بتعويض مدني عن الأضرار التي لحقت به.
هكذا نفهم الديموقراطية، وهكذا ينبغي أن يكون عليه من يتصدى للعمل العام ويطرح نفسه وطنيا أو نقابيا تؤرقه هموم الطبقة الكادحة ويدعو إلى تأصيل حقوق لها تتناسب والواجبات الملقاة عليها، أما أن تكون المسؤولية الاجتماعية وسيلة للتكسب السياسي وسلماً للصعود والبروز الاجتماعي وحائلاً بين الشخص وبين الملاحقة القضائية له فإنها هنا تتحول إلى كارثة حقيقية إذ تصبح المسؤولية الاجتماعية مشاعا لذوي الذمم الواسعة والأفواه المفغرة.
خالد الطاحوس تصدى لمسؤولية رئاسة الاتحاد العام لموظفي وعمال الكويت وهو هنا ينطق بلسان عشرات الألوف ويمثلهم غير أن ذلك لا يجيز له التدليس باتجاه قضية كلفت الخزانة العامة أكثر من 600 ألف دينار أثبتتها لجنتا تحقيق شكلتا لهذه الغرض وتعلن أطراف مقربة منه أن هذه القضية حقق فيها وثبتت براءته عنها وذلك أن القضية أحيلت للنيابة العامة قريبا ولا يبدو بحسب المعلومات المتاحة أن التحقيق قد بدئ بها فكيف يستقيم أن يكون قد نال البراءة إذن. وهنا لا ينبغي أن يظن بنا أننا نتهم الطاحوس بشيء ولكنه الخوف على أن يتطبع العمل العام بشخصانية تخرجه من مفهوم الخدمة العامة إلى مفهوم بناء امبراطورية ذاتية لا يكون قوامها المصلحة العامة بل مدى ما يتحقق للشخص من استفادة في مشروع طموحه للارتقاء إلى الأعلى سياسيا واجتماعيا.
خالد الطاحوس شخصية اجتماعية معرضة للتجني عليها من قبل من يعتقدون بتضررهم من مواقفه المعلنة، لكن ذلك لا يعطيه الحق في أن يجيّش مريديه النقابيين لحشد رأي ضاغط يمنع التحقيق معه أو يفت في عضد الجهة الحكومية مسألة محاسبته أو ملاحقته قضائيا عما تعتقد هي أنه اخطأ به وبذا فقط نؤسس لمجتمع ديموقراطي حقيقي وليس هلاميا كما يسعى إليه البعض.
تعليقات