عبداللطيف الدعيج يسخر من تصريح ناصر المحمد الذي يعتقد أنه جايب الذيب من ديله

اعتقد ان تصريح الشيخ ناصر المحمد 'عطونا ثلاثة اشهر وابشروا بالخير' تصريح غير جدي او مسؤول. فما الذي يقصده الشيخ ناصر.. او ما الذي يوحي به تصريحه..؟!
فمن ناحية المدة، فان حياة الشعوب لا تقاس بالسنين او العقود ناهيك عن اشهر الشيخ ناصر وسنته اليتيمة. فالانجازات الحقيقية والتنمية الحقة بحاجة الى خطط وطول بال ومثابرة وجهد اجيال لتحقيقها، وعسى الله يعطينا ويعطي قبلنا الشيخ ناصر العمر حتى نعيشها ونترفه بنتائجها. ومن ناحية اخرى، فان الشيخ ناصر يوحي بأنه يمسك عصا موسى، وان هشة هنا او هناك ستزيل العوائق وتحقق المعجزات.. اذا السؤال: وينك قبل امس..؟ وهل الطويل والشمالي هما من كانت تنتظرهما الكويت ام ان المعتوق ومعصومة سبب خذلان الحكومة.؟
الاسوأ من هذا كله ان الشيخ ناصر يمسح تاريخ من سبقه، والاكثر سوءا انه يضع اللوم كله على الحكومة وعلى الوزراء الذين اعفوا او تم تدويرهم. ما يفهم من تصريح الشيخ ناصر، وسواء قصد ذلك ام خانه التعبير، ان الفترة او الفترات السابقة كانت غير جدية او مجدية وان حكومته اليوم بعد اكتمالها ستحقق المنجزات في ثلاثة اشهر او بالاقصى سنة.!! ما الذي ستحققه حكومة الشيخ ناصر في شهور مما عجزت عنه الحكومات السابقة؟ هل ستنجز جسر الصبية الشهير ام تبني مدينة الحرير في اشهر ام سترسل مشكلة الاسكان الى المتحف.. ام ستعيد الهمة والنشاط الكويتي الى عبور البحار وقهر الصخر؟!
العيب ليس في الحكومة، او بالاحرى العيب كله ليس في الحكومة، ويؤسفنا ان يصدق الشيخ ناصر طروحات السذج والحالمين بحكومة وطنية او وزراء دولة. العيب الاكثر في المجتمع والناس. في المجلس الذي فقد الاولويات او هو لم يتملكها اصلا، وفي الناس الذين اصبحوا معتادين على الرعي والاجترار واللهث وراء المنح والعطايا الريعية. ليست مشكلتنا في الحكومة، بل كما رددنا مرارا، الحكومة - لو يدري الشيخ ناصر- تخب على المجلس. صحيح ان القرار الحكومي يفتقد المبادرة والاستقلال عن عبث وضغط قوى التخلف والفساد، ولكن تبقى الحكومة وسياساتها ارحم من مجاميع التخلف والنهب المسيطرة على مجالس الامة منذ الثمانينات او منذ ان لعب عيال عم الشيخ ناصر بتوزيع الدوائر.