عبداللطيف الدعيج يصحح معلومات السعيد ان ما حدث عام 1956 كان خلافا عائليا، عقاريا، ولم يكن محاولة انقلاب
زاوية الكتابكتب أكتوبر 20, 2010, 2 م 5346 مشاهدات 0
القبس
مَنْ فجّر القضية..؟!
كتب عبداللطيف الدعيج :
كالعادة.. ما ان تحدث ازمة الا وانبرى المتخلفون والمتشددون لاستهداف حرية التعبير ووضعها موضع الاتهام. وطبعا الحل الفوري والجاهز لدى قوى التخلف لمواجهة الازمات، هو مزيد من المنع ومزيد من القوانين المقيدة للحريات. ألم يسأل هؤلاء السادة انفسهم مَنْ فجّر القضية، القول اي التعبير، ام ردة الفعل والفعل المادي؟!. ان الحادثة ليست في «تقول» طلال السعيد على عائلة المالك بل في قيام البعض منهم بالاعتداء المادي على مبنى القناة ومن فيه.
لسنا في مجال الحكم على احد، لكن ما كان في الامكان ان تكون لدينا قضية او ازمة لو ان المعنيين بــ«تقول» او تعبير السيد طلال السعيد احترموا حرية الرأي، بدون احكام او تقييم، وردوا عليه بمثل ما تقول به او صححوا معلوماته، مع ان التصحيح تحصيل حاصل. فالكويتيون جميعا يعلمون ان ما حدث عام 1956 ـــ ان اسعفتني الذاكرة ــــ كان خلافا عائليا، عقاريا، ولم يكن محاولة انقلاب او استهداف لامن الدولة كما صوّره السيد السعيد. حرية التعبير بريئة كالعادة، براءة الذئب من دم يوسف، لكن المتخلفين والمتطرفين ومن دفنوا الحريات في البئر هم من يحاول استخدام الازمات وردات الفعل العفوية والسطحية للنيل من النظام الديموقراطي ومن مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.
أمر عجيب وغريب ان يصر البعض في كل مناسبة على ادانة حرية التعبير، وليس ادانة من لا يتقبلها او يتعايش معها. كل الاحتقان الذي تشهده الساحة سببه بالاساس رفض البعض منا لحرية الآخرين او محاولته تكميم الافواه والتستر على افعال واحداث لا يرغب بالتذكير بها.
منذ تجمع الاندلس والعقيلة ــ اللذين عقدا بالاساس لتهميش قضية مزدوجي الجنسية ــ والبلد ومعظم عقلائه مع الاسف يتصيدون الصغائر والعابر من امور ويخلقون منها ازمات ومشاكل تتطور وتتجدد. وعندما تهدأ الامور وتستقر الحال يتطوع البعض لاشعال النيران من جديد مستخدما التأويلات الملتوية واحيانا الاكاذيب الملفقة، كما حدث مؤخرا لكلمة السيد فيصل المرزوق.
لا تعدلوا القوانين ولا تتشددوا فيها.. دربوا انفسكم على احترام الرأي الآخر وعلى الرد والايضاح. وانا اكررها مرة اخرى.. تدعون ان «القافلة تمشي والكلاب تنبح»، وتنشدون «اذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل»، وتذكرون أن «الاناء بما فيه ينضح».. لكن ما ان يحدث شيء حتى تعدون المشانق لتعليق مبادئ الحرية، تعدون العدد لإعدام وسائل التعبير.
عبداللطيف الدعيج
تعليقات