الدكتور علي الطراح يكتب عن ثقافة البلطجة ، ويشير إلى تعاطف الدكتور شملان العيسى مع الشيعة المضطهدين في الخليج

زاوية الكتاب

كتب 1003 مشاهدات 0


 كتب د.علي أحمد الطراح
 
 
المتابع لتطور الأحداث في الكويت يجد هناك ما يجمعها والتي أصورها بثقافة البلطجة وهي ثقافة ليست بجديدة حيث سادت في مجتمعات عديدة ولكن هذه المجتمعات شعرت بخطورتها على الدولة وهيبتها ومن ثم تخلصت منها. اليوم تطل علينا ثقافة البلطجة من جديد في مجتمعات كان من المفترض أن تتطور نحو ترسيه الحوار واحترام القانون والمعاناة الكبيرة في الكويت بأن البلطجة أضحت سلوكاً عاماً يمارسه السياسي والموظف والتاجر والطالب والمهني والرجل والمرأة بمعنى أنها ثقافة مجتمعية.
البلطجة تطورت بهدوء دون أن نحرك رفضاً لممارستها، فالسياسي يسمح لها مادام أنها تنال من عدوه تحت مظلة الديموقراطية او حرية الرأي ويعرض عليها يوم تقترب منه ويصرخ رافضاً لها ورفضه ليس لإيمانه بخطورتها وإنما لأنها مسته شخصياً. والبلطجة نمط فكري يسود عندما تغلق أبواب الحوار ويسود الاستبداد ولعل أخطرها البلطجة الفكرية التي اقتحمت حياتنا، فالعقل يغتال في ظل البلطجة الفكرية ولا نتحرك لأنها تصب لصالح طرف مستفيد. فعندما ارتفعت أصوات البلطجة ضد القبيلة على سبيل المثال وصورناها بأنها منبع الفوضى في المجتمع سكت الكثير ومنهم المدعون والمعانون من الظلم الطائفي على سبيل المثال لأنها لصالحهم وبالمثل عندما توجه السهام للطائفية يسكت البعض لأنها تعمل وفق أجندته وهكذا يضيع الحق في ظل ثقافة البلطجة. وعندما تصمت الدولة عن رواج هذه الثقافة فهي تعتقد بأنها تعمل لصالحها ومن ثم تكتشف بأنها تحترق بفعلها فتصرخ وتقول على القانون أن يأخذ مجراه.
لاحظوا أخبار صحفنا، فهي تنقل لنا فوضى عارمة تهب علينا من كل مكان. فالجريمة أصبح لها نظامها وخصوصا الجرائم المرتبطة بالبنغالية، فهم اليوم يديرون شبكات الدعارة والسرقة والخطف وما كان لهذه الشبكات أن تنتشر لولا وجود من يساندها ويستفيد منها. التفتوا لجرائم الفساد والرشوة في أجهزة الدولة، فهي ظاهرة عامة والكل يتحدث عنها ولكن ماذا عملنا نحوها سوى اللقاءات والندوات على الرغم من معرفتنا بمصادرها وبكيفية التصدي لها ولكن نرجع مرة أخرى فنجد قوى النفوذ تحمي مثل هذه الجرائم. فاليوم ثقافة البلطجة لا تنبئ بخير وخصوصاً في الفضاء المفتوح الذي يروج للهوس والفوضى والسحر والشعوذة ولعلنا نعي خطورة هذه الثقافة المدمرة ونعيد النظر في السياسات التي صنعناها والتي حقنت المجتمع بالكراهية والعنف واليوم نقطف ثمار ما صنعته أيدينا.
???
أخونا شملان العيسى في اللقاء السنوي لملتقى صحيفة الاتحاد الإماراتية وفي محور العرب وإيران وبطيبته المعهودة تأثر في قضية الاضطهاد الشيعي في دول الخليج العربي فقلنا لأخينا شملان لا تنساق وراء ما يشاع، فالمساواة مطلوبة والقانون هو الحل ونقصان الحق والمكاسب ليس بقضية شيعية، فالموضوع اعم وأعمق ولنتذكر أن قصة الادعاء بالاضطهاد وسيلة يستخدمها البعض لتحقيق امتيازات لا أنت ولا أنا حصلنا عليها!
وعلى المحبة نلتقي،،،

د.علي أحمد الطراح
 

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك