'سلة فلسطين الغذائية' باتت فارغة من خيراتها!
عربي و دوليتدمير اسرائيلي مبرمج للاغوار
نوفمبر 8, 2007, 12:28 م 311 مشاهدات 0
شارفت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الانتهاء من عملية فصل كلية لمنطقة الأغوار الفلسطينية عن محيطها. حيث يتعرض المواطنون الفلسطينيون هناك لضغوط متواصلة لإجبارهم على ترك بيوتهم وأراضيهم، هذا بالإضافة إلى عملية تجريف الأراضي الخصبة وهدم الدفيئات الزراعية والتضييق على المزارعين ومنع المياه من الوصول إلى أراضيهم، وحرمانهم من إقامة مشاريع البنية التحتية ومنع مربي المواشي من الوصول إلى مناطق الرعي الشاسعة، وغيرها من الممارسات المجحفة التي تستهدف البشر والشجر والحجر هناك.
وتضاعفت المعاناة عقب إقامة سلطات الاحتلال الإسرائيلي جدار الفصل العنصري على أراضي الفلسطينيين في الأغوار التي قامت بمصادرتها دون وجه حق، كما أدت الإجراءات الاحتلالية لحرمان المزارعين من استغلال أراضيهم الواقعة بمحاذاة الجدار، الأمر الذي أدى إلى هجران الآلاف من الدونمات الزراعية.
وتعرف الأغوار بـ'سلة فلسطين الغذائية'، نظرا لخصوبة التربة وغزارة الإنتاج الذي كان في سنوات خلت يوزع ويسوق في كافة المدن الفلسطينية ويصدر جزء منه للخارج، وكذلك بسبب طبيعتها الجغرافية والمناخية وقربها من الحدود والمعابر. وتشكل مناطق الغور مساحات واسعة من الأراضي الفلسطينية والتي تستقطب القطاع الأوسع من الثروة الحيوانية والزراعية، ورغم الخطوط الحمراء التي تضعها إسرائيل في نظرتها لمستقبل مناطق الغور وخاصة المحاذية لنهر الأردن فان الجانب الفلسطيني يضع آمالا كبيرة على هذه المناطق من اجل رفع المستوى الاقتصادي الفلسطيني ورفع وتيرة مشاركة القطاعين الزراعي والحيواني في الناتج القومي الفلسطيني.
ووفقا لدراسة أعدتها وزارة الحكم المحلي الفلسطينية فان مساحة الأغوار الكلية تقدر بحوالي 8400 كم2 وهي تمتد من صفد شمالا ومن النقب جنوبا. وقد احتلت إسرائيل اثر حرب 48 ما مساحته 6000 كيلو متر مربع من منطقة الأغوار وهي تمتد من بيسان حتى صفد شمالا ومن عين جدي حتى النقب جنوبا، في حين بقي 240كم مربع من مساحة الأغوار الكلية في الضفة الغربية وهي المساحة التي احتلتها إسرائيل بعد حرب 1967 وتمتد هذه المنطقة من محافظة جنين وطوباس شمالا وحتى محافظة الخليل جنوبا ويبلغ حوض هذه المنطقة بالمعدل حوالي 20كم إلى الغرب من نهر الأردن.
وتعتبر منطقة الأغوار من أهم المناطق الزراعية في فلسطين وذلك بسبب توفر الظروف الجوية المناسبة والمياه العذبة والصالحة للزراعة والتربة الخصبة المناسبة لزراعة المحاصيل المختلفة. كما أنها تعتبر سلة خضار فلسطينية ومدفئا طبيعيا يمكن أن يغطي احتياجات المنطقة ككل من الخضار والفواكه. وتشكل هذه المنطقة اكبر المساحات المروية في الضفة الغربية، حيث يزرع فيها أكثر من 90% من مساحة الخضار المروية التي تزرع في الضفة، ويشكل إنتاجها أكثر من 50% من إنتاج الخضروات وقيمة الإنتاج الحقيقية لهذا الإنتاج تصل إلى 80% من قيمة الإنتاج ببقية المحافظات وذلك لأنها منطقة مميزة وفريدة من نوعها في المصالح بسبب ملائمة الظروف الحيوية للإنتاج الكثير من الخضروات وفي غير مواسمها وفي وقت مبكر من الشتاء مما يجعل أسعارها منافسة لأسعار الخضار في المناطق الأخرى.
تأثير هائل
ويشير المزارعون إلى أن السلطات الإسرائيلية مارست منذ احتلالها للأغوار بشكل عام وخلال أعوام انتفاضة الأقصى سلسلة من السياسات والإجراءات التي أدت إلى دمار المنطقة برمتها وهجران أصحابها واضطرار قسم كبير منهم للعمل في المستوطنات اليهودية أو التوجه للعمل في المدن الفلسطينية الأخرى في ميادين بعيدة عن مهنهم الأصلية.
وأثرت إجراءات الاحتلال خلال الانتفاضة بشكل سلبي على المنطقة وتسببت بخسارة كبيرة لجميع المزارعين الذين لم يتمكنوا من شراء مستلزمات الزراعة وخاصة الأعلاف والأسمدة، حيث أن السلطات الإسرائيلية اعتبرت إدخال بعض الأسمدة محظورا بحجج أمنية وخاصة التي تستخدم لمياه الري ما يؤثر على نوعية الإنتاج وجودته.
كما يعاني المزارعون من انعدام برامج الإرشاد لعدم قدرة خبراء الإرشاد من المدن المحيطة بالأغوار وتحديدا من نابلس وجنين الوصول إلى هناك بسبب الحصار المتواصل والجدار الفاصل.
كما تبرز معاناة مربي المواشي، فتلك الإجراءات تسببت بنفوق آلاف منها نتيجة تجريف المراعي ومنعهم من الاقتراب من الأراضي الرعوية القريبة من المستوطنات، وكذلك بسبب اعتداءات المستوطنين على المواشي التي تتنوع ما بين إطلاق الرصاص عليها وقتلها أو تسميمها وحرق 'البركسات'، وغيرها من الممارسات.
ويرى المراقبون أنه ومنذ سنوات الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967 احتلت مناطق الأغوار مركزا هاما في الأطماع الإسرائيلية نظرا للأهمية الكبيرة التي تحظى بها ضمن زرعها بالعديد من المستوطنات ومعسكرات الجيش الخاضعة إلى مساحات للتدريب والرماية، كما أن قادة الدولية العبرية أكدوا في مواقف عديدة رفضهم لأي انسحاب من مناطق الأغوار المحاذية للأردن على عرض قرابة 20 كيلو مترا واعتبارها منطقة أمنية.
وتعتبر الدولة العبرية الأغوار منطقة مهمة استراتيجيا لوجودها وبقائها وتطورها على الأرض بسبب القيمة الاقتصادية العالية لهذه المنطقة زراعيا وسياحيا وبيئيا وصناعيا ولكونها منطقة حدودية يمكن ترسيمها .
تعليقات