في الاردن.. محاربة حوادث السير عبر الالوان!
عربي و دوليثقافة مرور جديدة قد تغير من السلوكيات الخاطئة
نوفمبر 13, 2007, 12:22 م 703 مشاهدات 0
ابتكرت السلطات الاردنية طريقة جديدة لمحاربة ظاهرة حوادث السير المميتة التي تخلف سنويا الاف القتلى والجرحى ، حيث سيعتاد الاردنيون على الوان الاخضر والبرتقالي والاصفر الى جانب الاحمر ليس عبر الاشارات الضوئية هذه المرة، وانما على الاسفلت الذي طالما ارتبط لديهم بلون واحد وهو الاحمر لون الدماء التي اختطلت بالاسفلت بسبب حوادث السير المميتة.
وبحسب الفنانة التشكيلية مها ابو عياش صاحبة الفكرة فان هذه الالوان ستزين إسفلت 50 شارعا في مختلف مناطق المملكة على شكل طبعة قدم كبيرة.مأخوذة من طبعة البوستار العسكري:' تم اعتماد البوستار العسكري لما يحمله من دلالات على الواقع الحربي والعسكري الذي يعيشه المواطن يوميا عندما يسلك الشارع'.
وتضيف ابو عياش فهذه الطبعة رسمت لمواجهة المركبة المرعبة وتم اختيار الشارع تحديدا لما يمثله من مساحة عامة وواسعة وهي الأقرب للتخاطب مع سائقي المركبات وسوف تغير النمط الذي اعتاد المواطن على رؤيته فالألوان ستضفي بريقا جديدا للإسفلت وتكسر من حدة جمود الشارع'.
وأشارت انه تم اختيار المواقع التي تتصف بصعوبة تجاوز المركبات فضلا عن المواقع التي تكثر فيها حوادث السير' من هذه المواقع طلعة شارع طبربور الرئيسي والنزهة وجبل التاج وجبل النظيف وغيرها'.
ثقافة مرور جديدة!
وحول الأثر النفسي لهذه الرسومات أوضح د. محمد الحباشنة ان القيام بهذه الفكرة من شأنها ان يضفي اثرا ايجابيا على نفسية المار بالطريق' لأنها تأخذ نمط الصورة المعرفية وبالتالي يتم التأثير على التوجهات، فاستخدام الرسومات هو الأقدر على الالتصاق بالدماغ'.
وبين الحباشنة انه من الممكن في بداية الأمر أن تعمل هذه الرسوم على تشتيت الانتباه أثناء قيادة السيارة ' لكن تتلاشى السلبية بعد ظهور ثقافة الاعتياد وتصبح غير مشتتة تعطي معنى أكثر من أنها صورة، والسبب في ذلك انتقالها من الموضوع البصري للفكر الذهني'.
وأضاف الحباشنة ' أن استخدام الفنون هو تغيير للنمط الفكري وكسر للجمود وإعطاء نوع من الحركة لمساحة المدينة، وتغيير في نمطية السواقة المزعجة والتي أصبحت تأخذ معنىً سلبيا في الأذهان'.
وعن أثرها على الأطفال أشار الحباشنة ' أن الصورة بحد ذاتها وبغض النظر عن الفكرة التي تحملها الصورة تحمل نمطا إغرائيا للطفل بالفكرة كرسمه على الإسفلت والتي هي طرق التواصل مع الأطفال بكل الأوقات، أما بالنسبة لآثرها على البالغين
هذه الرسومات اعتمدت بالأساس على طبعة البوستار العسكري التي اعتبرها الحباشنة بحد ذاتها ميلا للعنف وقال:' البوستار يحمل ثقافة العنف بكل اللغات والثقافات وخصوصا الثقافة العربية التي تحمل ذكريات عبر الأجيال للبوستار ان كان أجنبيا أو محليا، فثقافة البوستار مليئة بالعنف والإيذاء والقتل وبدرجة عالية'.
وبين الحباشنة أن الألوان المستخدمة في هذا العمل الفني هي ألوان تحمل معاني ثابتة بالدماغ كونها تمثل ألوان إشارة المرور المرتبطة مباشرة بالشارع والمركبة.
وتأتي هذه الفكرة كجزء من مهرجان 'نقاط التقاء' الخامس للثقافة والفنون الذي ينظمه صندوق شباب المسرح العربي في بروكسل بعدة مدن عربية وأجنبية، ويديره في عمان 'جاليري مكان' بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى ومعهد غوته والمركز الثقافي الفرنسي.
تعليقات